أين التوطين؟
إبراهيم الهاشمي
انقضت قبل أيام قلائل فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمعرض الإمارات للوظائف، والذي قدم ما يزيد على 3500 وظيفة للمواطنين الباحثين عن عمل، كما أعلنت الجهة المنظمة. وقد سبق ذلك عدة معارض متخصصة في عرض وظائف للمواطنين، سواء في أبوظبي أو الشارقة أو غيرها من إمارات الدولة، وفي كل دورة يعلن أن هناك وظائف شاغرة بالآلاف، لكننا لا زلنا نسمع أن هذه العروض مجرد استعراض هدفه ترويجي، وليست هناك وظائف حقيقية معروضة، خصوصاً من قبل شركات القطاع الخاص؛ فهي تعرض أرقاماً كبيرة من الوظائف، لكنها في الواقع لا تقدم ما يزيد على أصابع اليد الواحدة من الوظائف، أو لا تقدم سوى سلة المهملات لما يصلها من سير ذاتية للباحثين عن عمل من المواطنين، فيما تقدم المؤسسات والجهات الحكومية معظم الوظائف ضمن هذا الرقم المعلن عنه.
شكوى الباحثين عن العمل من المواطنين تتكرر كل عام مع كل معرض من معارض التوظيف، كما تتكرر وعود الجهات المختلفة حول توفير فرص التوظيف التي لا نجد لها رصداً حقيقياً من قبل الجهات المعنية؛ للتأكد من حقيقة تلك العروض وجديتها.
تحدثنا كثيراً عن القصور الذي يصاحب تلك المعارض، وأنها تأخذ المنحى البهرجي والمظهري، بعيداً عن الجدية المطلوبة في أمر مهم جداً، خصوصاً في مساهمة دعم انخراط المواطنين للعمل في القطاع الخاص، مع التذكير بأن الجهات المعنية في الدولة شكلت لجنة خاصة لدراسة سد الفجوة بين القطاع العام والقطاع الخاص فيما يخص الرواتب والمزايا والإجازات وساعات العمل، لكن بالرغم من مرور عدة سنوات فإننا لم نسمع أو نرَ أي شيء يشير إلى نتائج عملية وفعلية لتلك اللجنة. ونُذكّر أيضاً بأن الدولة أعلنت العام 2013 عاماً للتوطين، لكن لم تصدر أية نتائج فعلية تشير لما تم توطينه من الوظائف أو تقديمه من الوظائف للمواطنين في تلك السنة.
ما يعنينا هنا، هو أن مساهمة القطاع الخاص لا زالت ضئيلة في دعم التوطين أو عرض الوظائف للباحثين عن عمل من المواطنين، بالرغم مما تقدمه له الدولة من مزايا وخدمات، ولا زال يقدم الوعود التي لا تُنفّذ، مما يتطلب تدخلاً حكومياً من قبل الجهات المعنية المسؤولة عن قطاع العمل لدعم التوطين بشكل فاعل، وسن قوانين وأنظمة وخطط قصيرة وطويلة المدى، وباستراتيجيات واضحة المعالم لا تعتمد على العاطفة أو الترغيب مع القطاع الخاص.
إن لهذا الوطن حقاً على القطاع الخاص يجب أن يؤديه، فإن كان لا يعرف الطريقة أو الوسيلة فلا بد أن نعلمه، فهل نفعل؟
ibrahimroh@yahoo.com