«إسرائيل» في قلب إفريقيا
فتح العليم الفكي
كانت زيارة رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى أربع دول في شرق إفريقيا أوائل يوليو/ تموز الماضي جرس إنذار للدول العربية والجامعة العربية، بأن الأمن القومي العربي في خطر، وأن «إسرائيل» تسعى حثيثاً إلى فك عزلتها، وإيجاد موطئ قدم لها في القارة السمراء.
وكان المأمول من العرب وجامعتهم الانتباه لمثل هذه المحاولات المستميتة من دولة الكيان، التي ظلت تعمل بشتى السبل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لاستعادة عصر علاقاتها الذهبي مع إفريقيا -أي فترة ما قبل حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وتطويق هذه التحركات ووأدها في مهدها، خاصة وأن إفريقيا واحدة من أكثر قارات العالم مساندة للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية.
ولكن على العكس من ذلك تماماً، قللت الجامعة حينها وعلى لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط من أهمية الزيارة التي وصفها بأنها محاولة من دولة الكيان لكسر طوق العزلة الدولية المفروضة عليها، مشيراً إلى أن العلاقات العربية -الإفريقية جيدة في مجملها، وأنها ينبغي ألّا تتأثر سلباً بالزيارة.
وبعد عام من جولته الأولى، ها هو نتنياهو يعود مجدداً إلى القارة، وبدعوة من رئيسة ليبيريا للمشاركة في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «الايكواس»، التي انعقدت في عاصمة ليبيريا مونروفيا، وهي المرة الأولى التي تتم فيها دعوة مسؤول من خارج القارة لمخاطبة القمة.
والمعروف أن «إسرائيل» أعلنت عزمها ضخ استثمارات بقيمة 40 مليار دولار في مجال الزراعة، فكانت القمة مناسبة لنتنياهو ليعلن إرسال فرق مسح تكنولوجية إلى كل بلد على حدة لمعرفة احتياجاته، وأفضل الطرق لمساعدته.
ولعل السؤال المشروع هو: ما الذي فعلته الجامعة خلال عام كامل من زيارة نتنياهو الأولى لإفريقيا؟
صحيح أن الجامعة عقدت خلال هذا العام وتحديداً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي القمة العربية – الإفريقية الرابعة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، تلك القمة التي غاب عنها أكثر من نصف الزعماء العرب تضامناً مع المغرب بعد إصرار بعض الدول الإفريقية على مشاركة جبهة البوليساريو، وهو أمر يكشف الفشل الكبير في التحضير الجيد للقمة التي خصصت لتعزيز التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات.
وعلى الرغم، من أن مشروعات التنمية والتكامل الاقتصادي العربية ظلت مجرد مشاريع على الورق، فإن مشاريع التكامل العربي الإفريقي لا تعدو كونها مجرد كلام.
لا شك أن الجامعة، تواجه تحدياً كبيراً لكبح التغلغل «الإسرائيلي» في القارة، وعليها أن تسابق الزمن قبل أكتوبر/ تشرين الأول المقبل موعد القمة الإفريقية – «الإسرائيلية» للتكنولوجيا العليا للاتصالات والزراعة والأمن، التي تستضيفها توجو بمشاركة 25 زعيماً إفريقياً. فهل تنجح في إحداث اختراق؟
alzahraapress@yahoo.com