غير مصنفة

إفريقيا تتقدم في الأمن الغذائي

إسْتِر ندومي نجومْبي*

على الرغم من أن عدد البلدان غير الآمنة غذائياً في إفريقيا، قد ازداد هذا العام، فإن اعتماد تقنيات زراعية حديثة، سمح للمزارعين بتحسين الإنتاجية، وأتاح للبلدان الإفريقية إحراز تقدم في السعي إلى تحقيق الأمن الغذائي.
ارتفع عدد الناس الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في إفريقيا، عام 2017 من 220 مليون شخص إلى 224 مليوناً. وتعزو الخلاصة العامة الإقليمية للعام، التي تُعدّها منظمة الأغذية والزراعة، هذا الارتفاع إلى تغير أنماط الطقس، الذي أدى إلى ضَعف المحاصيل، وفقدان المواشي، والصراعات والجفاف المتكرر.
ويَحدُث الأمن الغذائي عندما يكون جميع الناس، في جميع الأوقات، يحصلون على ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتهم الغذائية. ولإعلانِ أن دولة من الدول، «آمنة غذائيّاً»، ينظر المحللون إلى مزيج من توافر الغذاء، وفرص الحصول عليه والانتفاع به.
وتعتبَر موريشيوس وجنوب إفريقيا، وغانا وناميبيا والسنغال، من بين أول 10 دول آمنة غذائياً في القارة. ويُعزى ذلك إلى استخدام محاصيل وتقنيات إنتاج زراعية جديدة.
ولكن القدرة على تحقيق الأمن الغذائي، تتوقف في نهاية المطاف، على الإرادة السياسية، وفاعلية الاستراتيجيات الحكومية والوطنية في قطاع الزراعة والغذاء.
وعلى الرغم من أنّ ارتفاع انعدام الأمن الغذائي في عام 2017 مثبّط للهمة، فإن بعض البلدان الإفريقية حقق تقدماً على مدى العقد المنصرم. وكانت هنالك بعض المبادرات من هذا العام، التي تستحق التنويه بوجه خاص للسابقة التي أرست دعائمها.
وقد سجَّل العديد من البلدان تحسُّناً في إنتاج الأغذية، بسبب التقنيات الحديثة التي وفرتها الحكومات، ووكالات الإعانة، أو روّاد المشاريع. واشتملت هذه على:
– اعتماد أنواع محسّنة من البذور.
– إدخال المعدات الحديثة.
– استخدام الأسمدة أو الممارسات الأفضل مثل الزراعة المحافِظة على البيئة.
في إثيوبيا، على سبيل المثال، نجح المزارعون في زيادة غلة القمح بنسبة 14% نتيجة لاستخدام تقنيات زراعية أحدث.
وفي رواندا، ذكر المزارعون أن الإنتاجية ازدادت بسبب تكنولوجيا الري التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وفي نيجيريا، ارتبطت زيادة الإنتاجية الزراعية باستخدام المزارعين أصحاب قطع الأرض الصغيرة، للجرّارات السريعة المعقولة الثمن.
وفي كينيا، ترسّخت ممارسة الزراعة المحافِظة على البيئة، ما أدّى إلى زيادة الغلال.
ومن المهمّ بالقدر نفسه، العدد المتزايد من الابتكارات في التمويل. فمن أجل تحسين الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، يجب أن يكون المزارعون قادرين على الاستثمار في التكنولوجيا.
ولكن العديد من المزارعين الأفارقة، يعيشون تحت خط الفقر. ونادراً من يستطيعون الاقتراض من المؤسسات المالية الرسمية، لأنهم لا يملكون ضمانات. واليوم، لا يذهب للزراعة سوى 6% من مجموع الائتمانات المصرفية في القارة.
وقامت عدة بلدان إفريقية هذا العام، بتعزيز وإطلاق سياسات زراعية جديدة. وهذه تلعب دوراً رئيسياً في تحسين الأمن الغذائي. وعلى سبيل المثال، يمكن للسياسات أن تخفض تكلفة أسعار المدخلات الزراعية، بتقديم إعانات مالية. أو يمكنها تخصيص الموارد بطريقة تعود على المزارعين بالنفع- مثل بناء الطرق للوصول إلى الأسواق.
وتستحق الحكومة النيجيرية الإشادة بسبب بعض المبادرات الرئيسية التي أقدمت عليها هذا العام.
ومن حيث مجالات السياسة العامة، تبيَّن أن عام 2017، كان عام خيْر على الريّ.
في إفريقيا لا تزيد مساحة الأرض الزراعية المرويّة عن 7%. وفي حالة نيجيريا، تبلغ المساحة التي يُحتمل أن تكون قابلة للريّ، 21 مليون هكتار (أي ما يعادل مساحة إيطاليا)، ولا يُروى منها حالياً سوى مئتيْ ألف هكتار.
وفي الوقت نفسه، التزمت الحكومة في رواندا، بتكثيف مبادرات الري لمساعدة المواطنين على مواكبة تغيّر المناخ. وسيتم تطوير أكثر من 44 ألف هكتار من الأرض، بالبنية التحتية الرسمية للرّيّ
وفي ملاوي، أطلقت الحكومة مبادرة مشابهة، من شأنها أن تروي أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي في جميع أنحاء البلاد، حوالي 187 ألف مضمار كرة قدم.
وهكذا، على الرغم من أن عدد البلدان غير الآمنة غذائياً في إفريقيا، قد ازداد هذا العام، فإن استكشاف تقنيات وسياسات جديدة فعالة تؤدّي دورها، أمرٌ مهمٌّ للمستقبل. وفي هذا العام، كانت هذه المكاسب من ثمار التدخلات الحكومية الموجهة، واعتماد التقنيات الزراعية الحديثة. وقد سمح ذلك للمزارعين، بتحسين الإنتاجية، مما أتاح للبلدان الإفريقية إحراز تقدم في السعي إلى تحقيق الأمن الغذائي.

*باحثة في قسم علم الحشرات وأمراض النبات، في جامعة أوبورن (الأمريكية)
موقع: ذي كنفرسيشن


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى