إنجازات وطن
محمد إبراهيم
لم يكن اليوم الوطني للدولة، مجرد احتفال نُحيي من خلاله ذكرى سنوية، تجمع الكبير والصغير في هذا الوطن، ولكن ذكرى اتحاد الإمارات سيناريو تاريخي يروي إنجازات وطن، عززت تراث الماضي وعاداته وتقاليده، وواكبت متغيرات الحاضر، وتسابقت مع اتجاهات المستقبل ومتطلباته، لتجابه تحدياته ومعوقاته.
ويذكرنا هذا السيناريو دائماً، بإنجازات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودوره الفاعل في بناء الصرح الإماراتي، ويأخذنا إلى «قيام الاتحاد»، الإنجاز التاريخي الذي أبهر العالم، وتظل روح زايد خالدة في وجدان الوطن والمواطنين وقلوب ونفوس الأمة العربية، لاسيما أنه نذر نفسه وكرس جهوده، وتفانى بإخلاص لخدمة وطنه وشعبه وأمته، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كان وما زال خير خلف لخير سلف؛ إذ صار على نهج الوالد المؤسس رحمه الله، لتظل مسيرة التنمية والارتقاء بالوطن مستمرة، لتشهد الإمارات اليوم التقدم والتنمية في المجالات كافة.
سجل الإنجازات حافل، ومسيرة التنمية عامرة، ولعل أبرز مشاهد التنمية والتطوير للإمارات الفتية، نراها في «التعليم»، الذي يعد أهم مرتكزات النهضة؛ إذ احتلّ حيزاً كبيراً في فكر واهتمام القيادة الرشيدة للدولة على مدار47 عاماً، فأصبح نموذجاً فريداً تتحاكى عنه دول العالم، في أعقاب النقلة النوعية التي حققها هذا القطاع الحيوي في فترة وجيزة، لنقرأ معاً نهاية زمن حلقات العلم و«عصر الكتاتيب»، ونسطر معاً مسيرة علوم الفلك والفضاء، وعصر الابتكار والتنافسية العالمية.
وأمام الدعم المتنامي للقيادة الرشيدة للدولة، لدفع عجلة التعليم إلى منصات التفوق والصدارة، وضعت وزارة التربية والتعليم خطة تعليمية طموحة 2015-2021، لتحقيق الريادة عبر إجراء تغييرات جذرية وفعلية في نظم التعليم بالدولة؛ لتحقيق التنافسية العالمية، ومواكبة مستجدات النمو الاقتصادي والمعرفي والتكنولوجي الذي يشهده العالم.
وواقع الحال يؤكد التقدم الذي شهدته الخدمات التعليمية منذ قيام الاتحاد، وتطوير آليات عمل الهيئات التي تشرف على التعليم، الذي بات إلزامياً للجميع «مواطنين ومقيمين»، وتركز الجهود على محو الأمية في استخدام التكنولوجيا، ورفد المتعلمين بمهارات القرن الحادي والعشرين، وفق مسارات متنوعة، تحاكي في مضمونها العلوم والفنون والآداب والرياضيات واللغات، والتخصصات المهنية بمختلف أنواعها.
إن ما تحقق من إنجازات في المجالات كافة، يحمل رسالة مهمة للجميع، للعمل معاً، مؤسساتٍ وأفراداً، لمواصلة مسيرة النهوض، فالإمارات تزخر الآن، بخيرة الأبناء وصفوتهم، ممن يتفانون في عملهم بإخلاص، والمجال مفتوح أمام الجميع للإسهام بفاعلية في مسارات التنمية، وتحقيق التنافسية العالمية، لتبقى الإمارات عامرة بالإنجازات.
Moh.ibrahim71@yahoo.com