مقالات عامة

ابتكارات الحكومات الخلاقة

ابن الديرة

ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي اليوم وتستمر ثلاثة أيام، يطل مركز محمد بن راشد للابتكار بتنظيمه منصة لعرض أبرز ابتكارات الحكومات الخلاقة في مجال الارتقاء بالإنسان ومستويات جودة حياته، وقدرته على مواجهة أعباء الحياة بأقل الجهود والتكاليف، وسيكون المجال مفتوحاً أمام كل الدول المتقدمة التي بذلت جهوداً كبيرة تستحق التقدير والاحترام والاحتفاء بها، لأنها كانت في خدمة الإنسانية لا عليها، واستطاعت ابتكار حلول لمشاكل كانت تعاني منها مجتمعاتها، فقضت عليها إلى غير رجعة.
وعلى هذه القاعدة الذهبية في العمل الحكومي المنتج والخلاق، جاء تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، راعي المؤتمر وملهمه، على أن حكومات المستقبل هي التي تتبنى أفكاراً ثورية تستهدف الارتقاء بحياة الإنسان، وتنقل إيماناتها تلك من الإطار الفكري والنظري البحت إلى حيز الواقع والتطبيق المجدي ذي النتائج الإيجابية لصالح الفرد والمجموع والمجتمع.
إن استعراض الدول لأبرز إنجازاتها في مجال تعزيز حياة أبنائها والارتقاء بها في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، يعزز التنافسية الإيجابية فيما بينها، نقيضاً لحالة الصراع والتدمير والخراب التي تسم علاقات الدول غير السوية إقليمياً ودولياً، ويدفعها نحو المزيد من البحث والتطوير والعمل الاستكشافي الجاد، لوضع حلول مستديمة لمشاكل طال انتظار الخلاص منها.
وحقيقة لا يختلف عليها المؤرخون والمحللون والمتخصصون، أن الدول التي نجحت في الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، هي التي تمكنت من استكشاف طريقها جيداً، وآمنت بأن الارتقاء بالإنسان وقدراته وملكاته خير سبيل لتكوين ثروة حقيقية لا تنضب، وعلى امتداد التاريخ يجب أن يعتبر أولو الألباب أن البلاد التي نجحت في مسيرتها للأمام هي التي علمت إنسانها وثقفته وعملت على تسهيل حياته، وارتقت بها نسبياً وتدريجياً إلى رغد العيش، فقد مهدت الطريق للمارد أن ينطلق من القمقم ليحقق المعجزات ويقضي على المستحيلات ويمحوها من قاموس البشرية إلى غير رجعة.
وتجربة الإمارات غنية وحية وماثلة أمام الأعين وتنبض عروقها بالدماء الحارة، فمنذ اللحظة الأولى لميلاد دولتها كان إيمان قائدها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أن خير استثمار هو في الإنسان الذي يمكنه وحده أن يصنع التقدم أو يحجبه، وهو النهج الذي استمر عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وهو يقود المسيرة بكفاءة، مؤكداً في كل خطواته أن الإنسان له الأولوية المطلقة في خطط التنمية والاستثمار.
ولعل افتتاح متحف المستقبل كأحد أبرز الفعاليات المصاحبة للقمة، والذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل، يؤكد مجدداً قدرة الإمارات على القيادة العالمية، خاصة في مجال تسخير التكنولوجيا في خدمة التنمية، والاستفادة من الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالعمل الحكومي وتسخيره لخدمة الإنسان.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى