ادعموا “كحيلان” ولو بالصمت!
محمد الشيخ
حوار رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي الأخير في برنامج “في المرمى” أراه من الناحية المهنية الصرفة أحد أجمل حوارات الموسم على الإطلاق، فكل أدوات المادة الصحفية الناجحة كانت حاضرة فيه، ويكفي أن كل جملة في الحوار كانت تصلح لأن تكون “مانشيتاً” مثيراً.
شاهدت اللقاء بحضرة أصدقاء نصراويين، وانقسموا بين مصطف مع فيصل بن تركي، ومعارض له، فمنهم من بدا متفائلاً إذ لاحت له خيوط العودة المظفرة مع التطمينات التي ظل يرسلها، ومنهم من اسودت الدنيا في وجهه، بعدما وقف على واقع الحال، حيث القضايا العالقة، والرواتب المتأخرة، والخلافات المتجذرة، وعشرات الملايين التي تحتاجها خزانة النادي لتروي شيئاً من ظمئها!.
كنت أجد العذر لأنصار “العالمي” حين أرى العشق النصراوي يؤرجحهم حد التطويح بهم، وأجد لهم العذر أكثر اليوم بعد أن شاهدوا لقاء رئيس ناديهم، إذ في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه إجابات شافية على الأسئلة المعلقة، وتطمينات مريحة حيال الواقع المخيف، انتهى بهم اللقاء، وقد غصت حلوقهم بأسئلة أكثر، وارتعدت فرائصهم بمخاوف أشد، فالرئيس النصراوي يطمئنهم من حيث يخيفهم!.
مما لفتني في اللقاء حديث فيصل بن تركي عن استمراره رئيساً، وإن لم يقنعني بأن تمسكه بالبقاء على الرغم من طرحه لورقة الاستقالة على طاولة رئيس الشرفيين يعود لعدم رغبته بترك النصر للمجهول كما قال، لكن الحقيقة – شئنا أم أبينا – هي أنه فتح الباب مرتين لكل النصراويين ليأخذوا مفاتيح النادي من يده، ولم يأتِ أحد، ولا أظنهم سيأتون، ولو فعلها كل عام، ولذلك فأي مبرر يقوله فهو محق فيه، اقتنعنا أم لم نقتنع.
أكثر ما أعجبني في حوار رئيس النصر حديثه عن الشرفيين المعارضين له والذين لا يريدون استمراره رئيساً بقوله: “الله يحييهم “يتقاطون” ويمسكون النادي”، فالحس الكوميدي في العبارة كان عالياً وموجعاً، ويكشف عن واقع الحال، فثرثرة الاستراحات، وشخابيط الانترنت لا تجلس أحداً على كرسي القرار، وإنما أوراق البنكنوت.
الآن لم يعد أمام معارضي فيصل بن تركي من الشرفيين بعدما ألقى الحجة عليهم إلا أحد خيارين: فإما دعمه بالمال، حباً في ناديهم، أو دعمه بالصمت، إن كانوا بالفعل يحبون ناديهم، ويحترمون أنفسهم، وعلى جماهير النصر أن تلتف حول “كحيلان” فهو الحقيقة، وما عداه أضغاث أحلام!.
*نقلاً عن الرياض السعودية