غير مصنفة

ازدحام.. ثمة حلول

ابن الديرة

معاناة تكتنف صدور الآلاف وعقولهم ونفوسهم يومياً،وفي أوقات مختلفة وخصوصا أوقات الذهاب إلى العمل وأوقات العودة منه إنّها الزحام. آلاف المركبات تتكدّس في الشوارع، قد يظنّ بعضهم، أنّها مشكلة أزلية، وتستمرّ إلى الأبد، متذرّعين بالقول: وماذا سيفعل الناس؟ هم مضطرون للذهاب إلى أعمالهم، وما من وسيلة سوى السيارة.
نعم؛ السيّارة وسيلة مهمة وضرورية، وسهّلت الحياة عموماً، وعدّتها البشرية، أهم اختراعاتها، لكن المشكلة ليست في الوسيلة الحضارية التي اخترعها علماء ومفكرون ومهندسون وباحثون، من شتّى بقاع الكون، وفي مجالات شتّى، إنّما في طريقة استخدامها وتوظيفها.
ألم تهيّئ الدولة في الإمارات، وسائل نقل جماعية، على أحدث الطّرز والمواصفات؟ لمَ لا يستخدم كثير من الموظفين هذه الوسائل، فيخفّفوا من تكدّس المركبات في الشوارع، بنسبة كبيرة جداً؟ لمَ لا يشترك موظفون في جهة واحدة أو أكثر من جهة متقاربة، في وسيلة نقل واحدة؟ بدائل وحلول كثيرة يمكن أن يلجأ إليها الناس، للوصول إلى أعمالهم والعودة منها ، بأقل معاناة ممكنة.
الأمر المهم والخطر وقد تناوله بالحديث أحد كبار ضباط الشرطة، منذ زمن، أنّ كثيراً من الناس لا يحترمون القانون، ويصرّون على انتهاكه وخرق الأنظمة؛ الشارع فيه خمسة مسارب في كل اتجاه، لو التزم كل سائق بخط السير الذي يسير فيه، ولمْ يتلوّ كالثعبان من هذا المسرب إلى ذاك، ثم العودة، ثم التجاوز الخطر الذي أثبتت إحصاءات كثيرة للشرطة أنه سبب رئيس للحوادث المرورية، ناهيكم بعدم استخدام الإشارات الضوئية للسيّارة، وعدم إلإفساح في المجال للسيارات الأخرى، وكأنّ كل سائق يخرج من منزله، ويركب سيّارته ويمشي في الشارع الذي يظنّه ملكاً شخصيّاً له، لا يسمح لأحد بالمرور، ويتجاوز على راحته، وعدم الالتزام بالسرعات المحدّدة، رغم مخالفاتها القاسية وغراماتها المغلّظة؛ وأعلم أن عدداً من السائقين تتجاوز غرامات مخالفاتهم، عشرات الآلاف، ويقفون عاجزين عن التمكّن من تجديد رخص مركباتهم، لعدم تمكنّهم من تسديد الغرامات، فيستخدمونها مخالفين، فتسجّل بحقّهم غرامات جديدة.. وهكذا دواليك.
الدولة لم تقصّر البتة، سواء في تنظيم الشوارع وتمهيدها بأحدث الوسائل، وأجود المواد، وتوسيعها كلّما دعت الحاجة إلى ذلك، ووضع اللافتات التوضيحية لأسماء الشوارع والسرعات المقررة.. أو خفض قيمة الغرامات بنسب كبيرة، في مناسبات متعدّدة، ورغم ذلك يصرّ كثُر على ارتكاب المخالفة.
أنتم من يمكنكم المساعدة في التخفيف من الازدحام والتخلّص من جزء كبير من معاناتكم اليومية، الدولة تعطي وتهيّئ وتسهّل، لكن إذا أُسيء استخدام ذلك كلّه، فما الحلّ؟

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى