اغتنام الفرص
محمد إبراهيم
يمكن اعتبار حالة الرواج، التي شهدتها مراكز تحصيل قيمة المخالفات المرورية، الأيام القليلة الماضية، نوعاً من اغتنام الفرص، للاستفادة من تخفيض نسبة المخالفات إلى النصف في مختلف إمارات الدولة، ولا نستطيع أن نعتبرها حالة من تعديل السلوكيات السلبية لبعض مستخدمي الطريق، فبعد انتهاء مهلة التخفيض، يبقى السؤال: هل من متعظ أخذ على نفسه العهد بعدم التجاوز، والحرص على تطبيق أنظمة السير واحترامها؟
هل تعلم أن إحدى إمارات الدولة سجلت في العام الماضي، أربعة ملايين و637 ألفاً و152 مخالفة مرورية متنوعة، احتلت «السرعة» نصيب الأسد منها بنسبة 80%، بواقع 3.7 مليون مخالفة، وارتفعت نسبة تجاوز الإشارة الحمراء 3% مقارنة بالعام 2016، الأمر الذي دعا إلى الحاجة لتغليظ عقوبات المخالفات في الدولة.
واعتقد أن اللائحة المرورية الصادرة بالقرار الوزاري رقم 178 لعام 2017، وتم تطبيقها مؤخراً، جاءت لهذا الغرض، فتغليظ عقوبات المخالفات المرورية، تصب في مصلحة أفراد المجتمع وقائدي المركبات، ومستخدمي الطريق كافة، إذ تسهم في حماية أرواحهم، فضلاً عن كونها رادعاً قوياً، لغير الملتزمين مرورياً، والمستهترين بالأنظمة المرورية، وبأرواح الناس، مما يسهم في خفض الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، وكذلك ظاهرة المخالفات التي يرتكبها الأفراد بدون مبررات واضحة.
نحن نتطلع لسلوكيات متحضرة، تعي أهمية التقيد بأنظمة المرور والالتزام بتعليماتها طوعياً، لاسيما أنها وجدت لحماية أفراد المجتمع من المخاطر المحتملة، بسبب تجاوز شخص أو إهمال آخر، فالسلامة المرورية مسؤولية مشتركة وعلى الجميع أن يتعاون، للوقاية من حوادث السير وما ينجم عنها من أضرار، فينبغي الالتزام بقواعد المرور لتفادي تلك الحوادث والمخالفات.
إن أكثر ما يميز المجتمعات المتحضرة، نراه في الاهتمام بقواعد السير والسلامة، والمحافظة على الأرواح والممتلكات، لذلك ينبغي تكاتف أفراد المجتمع لتطبيق قوانين المرور والحد من الحوادث المرورية والظهور بمظهر لائق أمام أنفسنا ومختلف المجتمعات.
نتمنى أن تكون مهلة تخفيض المخالفات المرورية، جاءت بمثابة فرصة حقيقية، لوقفة مع الذات ومحطة هامة لمراجعة الحسابات ومعرفة ما تم تنفيذه من طرق وجسور وأنفاق ومدى تطبيق أنظمة السير واحترامها من قبل مستخدمي الطريق كافة، «مشاة وقائدي المركبات» لتحقيق سير آمن، يقينا من حدة الحوادث والمخالفات التي تثقل كاهل الأفراد، نحن نطمع في أصحاب عقول واعية، قادرة على ضبط السلوك، واعية للمخاطر، مستعدة دائماً ليس لاغتنام الفرص فحسب، بل لصناعتها أيضا.
Moh.ibrahim71@yahoo.com