الأدب الإماراتي إلى العالم
سلطان العميمي
شهد الأدب الإماراتي في العام الحالي 2018 حدثاً استثنائياً، تمثل في ترجمة العشرات من الإصدارات لمؤلفين إماراتيين إلى اللغة الفرنسية، بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي شهد صدور هذه الترجمات في معرض باريس الدولي للكتاب الذي تقام فعالياته هذه الأيام، والذي حلت فيه إمارة الشارقة ضيفاً فيه، تقديراً لمكانتها الثقافية على الصعيد الدولي، خاصة بعد اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019.
لقد حققت هذه المبادرة الكريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة مرحلة جديدة لدعم إبداع أبناء الإمارات، وإيصال مؤلفاتهم إلى الآخر في شتى بقاع العالم، وهي نافذة مهمة للأدب الإماراتي كي يصل إلى المتحدثين بغير العربية في العالم، ويعرّفهم بكتّاب الإمارات وأدبائهم.
إن مثل هذه المبادرات التي تنطلق من إيمان عميق لدى صاحب السمو حاكم الشارقة بأهمية دعم الكاتب والكتاب في دولة الإمارات، وكذلك إدراكه دور حركة الترجمة في التأثير المتبادل بين الحضارات الإنسانية على صعيد المعرفة والفكر وتعزيز الحوار الإنساني، دليل على النهضة الفكرية التي تعيشها الدولة على صعيد الفكر والثقافة والإبداع، وتأتي هذه المبادرة الكريمة من سموه لتعزز الحراك الخاص بالترجمة في الدولة، حيث ساهمت في نقل الأدب الإماراتي ليترجم إلى اللغات الأخرى، مكملاً بذلك الدور الذي يقوم به مشروع كلمة للترجمة الذي ينقل الفكر والأدب الأجنبي إلى العربية.
وإلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، شهد إطلاق الترجمات إلى الفرنسية في معرض باريس الدولي للكتاب كريمته الشيخة بدور القاسمي، رئيسة جمعية الناشرين في الإمارات، والمعروفة بجهودها الكبيرة في دعم قطاع النشر بالدولة، حيث أحدثت مؤخراً نقلة مهمة وكبيرة لنشاط جمعية الناشرين التي تترأسها. كما شهد إطلاق الترجمات أيضاً الأدباء والكُتّاب الذين ترجمت أعمالهم إلى الفرنسية، والذين شاركوا طوال أيام المعرض في برنامج ثقافي وفني بجلسات نقاشية حول الأدب الإماراتي بكافة أجناسه، من شعر وقصة ورواية وتراث، وكذلك حول شؤون النشر والإعلام. ولم يكن غائباً عن هذه التظاهرة الكبيرة الموسيقى والفن التشكيلي والموروث الإماراتي، حيث كانت مكملة لمشهد الإبداع الإماراتي في جناح الشارقة.
إلا أن دوراً آخر لا يمكن إغفاله عند حديثنا عن نجاح هذه المشاركة، وهو دور الجهود التنفيذية والتنسيقية والإشرافية الكبيرة التي قامت بها هيئة الشارقة للكتاب في سبيل صدور ترجمات الأعمال الإماراتية، وكذلك في تنظيمها نشاط جناح المشاركة في المعرض وبرنامج جلساته الفكرية.
كما كان لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات دوره الواضح والمهم في هذه التظاهرة الثقافية، التي عززها بجهوده التنسيقية المسبقة وبتواجد رئيسه وعدد من أعضاء مجلس إدارته ضمن الوفد المشارك.
لقد شكّلت أيضاً المشاركة الإماراتية بهذا الكم الكبير من الأدباء الإماراتيين، وغير الإماراتيين، ظاهرة جميلة تمثلت في تجمع هذا الكم منهم في مكان واحد لعدة أيام، وهم من مختلف أجيال الكتّاب في الدولة، وهو حدث أراه جميلاً ومهماً لمد جسور التواصل بينهم.
فشكراً يا صاحب السمو حاكم الشارقة على مبادراتك الدائمة ودعمك اللامحدود للثقافة والأدب في كل مكان.
شكراً، ونعلم أن كلمة شكراً وحدها قليلة في حقك.