قضايا ودراسات

الإبداع الدرامي.. جماعي

لقاء مجموعة من نجوم التمثيل في عمل واحد، انتقل مع الوقت من مرحلة «الظاهرة»، إلى الأمر الواقع. قبله كانت الدراما مرهونة بالنجم الأوحد، الذي يعتبر البطل الرئيسي والمحرك الأساسي لكل الأحداث، ويكاد يظهر في كل المشاهد. ثم أتت الظروف الاقتصادية الصعبة لتلقي بثقلها على المنتجين ومن بعدهم على القنوات التلفزيونية، ما اضطرهم للبحث عن حل يمكّنهم الخروج من المحنة بأقل ضرر ممكن. من هنا بدأت الاستعانة بنجوم شباب، يعوّضون غياب «النجم الكبير». ومهما بلغت تكلفة أجورهم، إلا أنها لا توازي بأي شكل ما يطلبه «الكبار» عادة، علماً أن بعضهم يطلب شروطاً صعبة وأرقاماً فلكية.
البطولة الجماعية ساهمت في حل جزء من الأزمة المالية للإنتاج، وفي الوقت نفسه فتحت أبواباً لظهور الموهوبين الشباب، ونذكر مثلاً مسلسل «المواطن إكس» عام 2011، الذي قدّم للجمهور مجموعة من الموهوبين جداً، والذين استطاعوا أن يثبتوا قدراتهم فيه، وجعلوا الجمهور ينتظرهم ليتابع المسلسل ويتميز بفضلهم وسط أعمال الكبار. البطولة جمعت: يوسف الشريف، أروى جودة، محمود عبد المغني، إياد نصار، أمير كرارة، عمرو يوسف، محمد فراج، دينا الشربيني، شيري عادل، رشا مهدي، نبيل عيسى.. قصة وسيناريو وحوار محمد ناير، وتعاون في إخراجه عثمان أبو لبن ومحمد بكير.
لا شك أن المسلسل لم يشهد ولادة هؤلاء الشباب على الشاشة، لكنه استطاع أن يقدّمهم بشكل مختلف، ومنحهم فرصة الظهور كأبطال يستطيعون تحمّل مسؤولية عمل درامي. ثم جاءت ظاهرة «ورشة الكتّاب» الذين يعملون تحت إشراف كاتب واحد. هو «المايسترو» الذي يوجّه ويشرف ويقدّم الأوراق كلّها بروح واحدة. و«الورش الكتابية» قدّمت لنا مواهب شبابية كثيرة وغيّرت من دماء الدراما العربية.
وكما حمل «المواطن إكس» توقيع مخرجَين، نجد في رمضان الحالي «ورشة مخرجين» للعمل معاً في مسلسل مترابط القصة، أي أنه ليس من نوعية الحلقات المنفصلة المتصلة، والتي تتحمّل عادة وجود أكثر من مؤلف، مثل مسلسل «كان في كل زمان» الذي يتولاه 4 مخرجين: سائد الهواري ومحمد القفّاص وسيف شيخ نجيب وعيسى ذياب. ويستوقفنا فيه انتقال النجمة الخليجية سعاد عبد الله إلى مسلسل الحلقات المنفصلة المتصلة.
من الدراما التي تحمل توقيع أكثر من مخرج، «غرابيب سود» الذي عمل عليه ثلاثة مخرجين من مصر وسوريا هم: عادل أديب وحسين شوكت وحسام الرنتيسي. كذلك اضطر المخرج شريف البنداري إلى الاستعانة بمخرجين اثنين لكي يتمكن من الانتهاء من «الجماعة 2»، لأنه عمل ضخم وتطلب مجهوداً كبيراً ووقتاً لتصويره. البنداري قسم العمل إلى وحدات تصويرية، الرئيسية بقيادته، ووحدة ثانية بقيادة مروان حامد، وثالثة بقيادة محمد علي.
لقاء المجموعات الفنية يثمر في الغالب نجاحاً، و«الورش» تمنح الدراما لوناً مميزاً، وتتيح لها تجديد دمائها برؤى مختلفة.
مارلين سلوم
marlynsalloum@gmail.comOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى