الإعلام القطري داعم لـ «إسرائيل»
سلطان حميد الجسمي
لم تكتف قطر بنشر شرورها في المنطقة العربية ودول الخليج، وبعد مقاطعتها من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فقد تبنت أفكاراً كثيرة لنشر شرورها، ومن أخطر الأفكار الشريرة هي التطبيع مع العدو «الإسرائيلي» بعدما فشلت في مشروع ما يسمى «الربيع العربي»، ولم تجد غير حضن المحتل «الإسرائيلي» للارتماء فيه.
مما لا شك فيه أن الإعلام القطري المتمثل في قناة الجزيرة إحدى مبادرات تنظيم الحمدين دعم الإخوان إعلامياً لأكثر من 15 سنة، وأيضاً دعم بشكل واضح المنظمات الإرهابية في سوريا مثل تنظيم جبهة النصرة و«داعش» عندما أجرت لقاءات مع قيادات التنظيم الإرهابي، ولم ننس الشائعات والخزعبلات التي كانت تنشرها في البلدان العربية مثل مصر وسوريا والعراق وليبيا وتونس وغيرها، والتي أدت إلى تحريض الشعوب على بعضها، وإحداث فوضى عارمة في الشوارع العربية، والتي سرعان ما تحولت إلى صراعات دموية وحروب أهلية لا تزال نيرانها مشتعلة إلى اليوم في بعض الدول، وهي تحصد أرواح المئات يومياً، كما اختصت قناة الجزيرة بدعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية قبل سقوط الإخوان في مصر وبعد سقوطهم.
طبعاً لا يكفي مقال واحد لكشف حقائق فضائح قناة الجزيرة التي يشار إليها على أنها قناة تحريض الشعوب العربية ضد بعضها البعض، وإذا رجعنا لأرقام القتلى والجرحى جراء تحريض قناة الجزيرة على المظاهرات والتخريب وتبنيها الإعلامي لما سمي ب «الربيع العربي» فإنها تتحمل وزر دم الآلاف الذين قتلوا أو جرحوا.
لم يكتف الإعلام القطري باحتضان الجماعات الإرهابية وهي من أسباب نشأتها. بل تبنت أهدافاً مشبوهة وخبيثة للتحريض ونشر البلبلة في الدول العربية وبالأخص في مصر ودول الخليج العربي بدعم من قوى الشر، والتي بدورها تخلت عنها اليوم، وجعلتها وحيدة تبحث عن حضن يحميها من الشعوب العربية. ولهذا وبعد العزلة وفقدان الثقة من المشاهد العربي والذي عرف النوايا السيئة للإعلام القطري فتح اليوم أبوابه الإعلامية لدويلة «إسرائيل» بعد سنوات عديدة من طلبات الالتماس من تنظيم الحمدين وعزمي بشارة بالتطبيع الإعلامي للقنوات القطرية وعلى رأسها قناة الجزيرة مع العدو.
اليوم تحقق هذا الحلم، وأصبحت قناة الجزيرة الناقل الإعلامي الرسمي للمسؤولين والصحفيين والعسكريين «الإسرائيليين» الذين بدورهم باتوا يدخلون كل بيت عربي لينشروا سمومهم ويقوموا بأنفسهم بعملية التطبيع وكسر حائط الصد العربي للعدو «الإسرائيلي» وعدم الاعتراف به، وبذلك يقدمون مصالح «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني شاؤوا أم أبوا، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تطبيع علني «إسرائيلي» – قطري يتعارض بالمطلق مع إرادة الشعوب العربية.
أصبح المشاهد العربي أكثر إدراكاً لمخاطر التطبيع الإعلامي القطري- «الإسرائيلي»، وردود فعل الشارع العربي تجاه آخر حلقة من برنامج «الاتجاه المعاكس» يدل على ذلك، وامتعاض الشارع العربي مما تفوه به مقدم البرنامج من الإشادة بقدرات الجيش «الإسرائيلي»، وتعظيمه له في أكثر من فقرة، فيما كان المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» أفيخاي أدرعي الذي ظهر ضاحكاً مفتخراً يقدم التبريرات والحجج الواهية لإقناع الجمهور العربي بما يفعله الجيش «الإسرائيلي» من اضطهاد للمواطن العربي سواء في فلسطين أو سوريا.
إصرار دولة قطر على التطبيع مع العدو «الإسرائيلي» ومحاولة إقناع الشارع العربي بذلك لا يخدم إلا مصالح قوى الشر، التي لا تريد خيراً للأمة العربية. رغم أن دولة قطر تدرك أن من يتعاون مع عدو أمته هو خاسر لا محالة، وسوف يسجل التاريخ يوماً، أن دولة عربية اسمها قطر خرجت عن الصف العربي.
إن قطر بهذا الدور الذي تقوم به إنما تعزل نفسها وتتحول إلى مستنقع للإرهاب وملجأ للإرهابيين الفارين والخارجين على القانون.
فلتفعل قطر ما تريد، فذلك لن يزيدها حجماً ولن يعطيها دوراً، وعلاقاتها مع العدو «الإسرائيلي» ستبقى وصمة عار.. والسلام في المنطقة يبدأ مع انتهاء وجود «إسرائيل» من على أرض فلسطين.
sultan.aljasmi@hotmail.com