مقالات عامة

الإعلام ومواكبة التغيرات

ابن الديرة

العلاقات التكاملية بين تطور المجتمعات وانطلاق قطار مسيرتها إلى الغد بنجاح كبير وبلا توقف، وقدرة إعلامها على مواكبة كل جديد يطرحه العصر في مجالات تكنولوجيا الاتصال التي لا تتوقف عن تقديم الجديد في كل لحظة، حقيقة معيشة في كل المجتمعات التي استطاعت أن تجد لها مكاناً تحت الشمس، ودولة الإمارات العربية المتحدة مثال شديد الوضوح والتفرد والتميز، في قدرة إعلامها على مواكبة تطورها الحضاري والتنموي الاقتصادي والعمراني والثقافي.
هذه الحقيقة أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما حضر مخيم دبي الإعلامي في منطقة المرموم، والذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في نطاق جهوده المتواصلة للارتقاء بعمليات الاتصال لتوصيل صورة الإمارات إلى العالم في أرقى أطرها، ولتكون تعبيراً راقياً عن واقع الدولة ، وجهودها المبشرة الرامية إلى صنع مستقبل ظافر ومبشر، تماماً كما كان الحاضر زاهياً ومشرقاً بإنجازاته الجبارة.
ولقد وضع سموه النقاط فوق الحروف لكل من يعنيهم الأمر، من مسؤولين تنفيذيين وإعلاميين في وسائلهم المتنوعة، في نقل وقائع وحقائق دولتنا إلى العالم كله، ليتعلم من يرغب، ويتأمل من أبهره الإنجاز الكبير في الزمن النسبي القصير، فالمستقبل لمن يصنعونه ولا يسحبون إليه رغم إرادتهم وهواهم وقدراتهم.
الإعلام وحده القادر على مساعدة المسيرة الظافرة حاضراً ومستقبلاً، على الوصول للعالمية، ومواكبة التغير السريع الذي يجتاح العالم بفعل ثورة التكنولوجيا والاتصال، واستشراف الثورة الصناعية الرابعة بما ستحدثه من تغير هائل في حياة البشرية وظروفها، ولديه الإمكانيات ليلعب هذا الدور، بحداثته، ومصداقيته، وكفاءة وتميز كوادره، وإذا كان العالم يريد رؤية واقعنا، فإعلامنا قادر على أن يساعد على تكوين الصورة الحقيقية الصادقة من غير رتوش ولا مكملات تجميلية، فالواقع أحلى بكثير.
نعم، إن نصيب المجتمعات من الرقي والتطور بات رهين قدرتها على ملاحقة العالم الذي يتغير من حولنا بقوة، فتطور التكنولوجيا لم يبق مكاناً للمتفرجين وأعداء التقدم، ونصيب وسائل الإعلام منها ساهم في رقيها وزيادة قوتها وفاعليتها، وارتقى بدورها البناء في خدمة مجتمعاتها والبشرية.
الإعلام يجب أن تكون رسالته إلى العالم قوية، وقادرة على عكس إنجازاتنا وتجربتنا التنموية النموذج، ورؤيتنا المستقبلية، وتخطيطنا لخمسين عاماً مقبلة وأكثر، ويقيناً فلا يمكن نجاح المسيرة التنموية في أي بلد إن لم تواكبها نهضة إعلامية واعية، تشكل القوة الناعمة لهذه المسيرة، وتبرز مكامن قوتها أمام العالم كله، تعبيراً عن الشراكة المسؤولة في التنمية والبناء والتخطيط للمستقبل.
ولعل مبادرات المكتب الإعلامي لحكومة دبي، تكون إطاراً معبراً عن الجهود الإعلامية الإيجابية التي تبذل لنشر رسالة الإمارات إلى العالم، ودعوتها إلى الاستقرار والسلم والأمن على مستوى دول العالم وشعوبها.
وتبرز مبادرة إيجاد فرص غير تقليدية لمزيد من التقارب بين الإعلام والمسؤولين التنفيذيين، كإحدى أهم المبادرات التي تتيح للإعلام مجال عمل أرحب، وللمسؤولين التعبير عن إنجازاتهم بمزيد من المصداقية والشفافية، بما يعزز مكانة الدولة عالمياً.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى