غير مصنفة

الإمارات وطن الخير والعطاء

محمد خليفة

لا تتوقف دولة الإمارات عن غرس الخير وتقديم يد العون للمحتاجين من مختلف بقاع العالم، وقد أرسى هذه الروح الإنسانية، حتى صارت طبيعة راسخة في نفوس الإماراتيين، القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، الذي كان يملك إيماناً صادقاً ونبيلاً بقيم الخير والعطاء، وقد تابعت القيادة الرشيدة هذا النهج، وسعت إلى تطويره، ليشمل جوانب عديدة من حياة البشر، خاصة قضية الصحة ومكافحة الأمراض السارية والمعدية، والتي تستنزف قدرات وإمكانيات دول كثيرة، وتتسبب في وفاة ملايين الأشخاص عبر العالم.
في هذا الصدد، انعقد منتدى الصحة العالمي «العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية»، يوم 15 نوفمبر 2017 في «سوق أبوظبي العالمي» بجزيرة المارية، والذي دارت محاوره حول القضاء على الأمراض القاتلة التي يمكن الوقاية منها، والتي تحدث آثاراً مدمرة على الصحة العامة، وتعيق مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كثير من المجتمعات الفقيرة. وقد شارك في هذا المنتدى أكثر من 200 شخصية من الشخصيات البارزة عالمياً منهم: مسؤولون حكوميون، ورؤساء منظمات تنموية دولية، ومنظمات خيرية، وخبراء صحة عالميون، وممثلون عن القطاع الخاص.
ويتمثل الهدف الرئيسي للمنتدى، في تحفيز الجهود الدولية لاستئصال الأمراض التي اقتربت من نهايتها، مثل مرض دودة غينيا وشلل الأطفال، والقضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، مثل: الملاريا، والعمى النهري، وداء الفيل. وخلال المنتدى أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صندوق «بلوغ آخر ميل» لجمع مئة مليون دولار، بهدف السيطرة التامة والقضاء على الأمراض المعدية التي تعوق آفاق التنمية الصحية والاقتصادية في المجتمعات الأكثر فقراً حول العالم. وقدم سموه 20 مليون دولار دعماً للصندوق. ويهدف هذا الصندوق إلى جمع 100 مليون دولار لتمويل الجهود العاجلة والرامية إلى القضاء على اثنين من الأمراض الموهنة، والتي يمكن الوقاية منها وهما: العمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفاوي الذي يمكنه التسبب بداء الفيل.
ويمتد عمل الصندوق لمدة عشرة أعوام، ويحظى بدعم كبير يتمثل باستثمارات مشتركة تقدمها وزارة التنمية الدولية البريطانية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وعدة شركات ذات صلة. وستتم إدارة الصندوق من قبل صندوق «محاربة الأمراض المدارية»، المنصة الاستثمارية الخيرية التي تركز على التعامل مع الأمراض المدارية المهملة الأكثر انتشاراً في العالم.
ومنذ عام 2011 قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 235 مليون دولار لدعم الجهود العالمية الرامية للقضاء على الأمراض المعقدة والقاتلة؛ بما في ذلك 205 ملايين دولار لدعم حملة استئصال مرض شلل الأطفال، ومساهمات لصالح تحالف اللقاح «جافي» وهو: شراكة بين القطاعين العام والخاص، تهدف إلى إنقاذ حياة الأطفال، وحماية الصحة العامة من خلال زيادة فرص الحصول على اللقاحات، و30 مليون دولار لدعم جهود القضاء على مرض الملاريا. ولا شك أن هذه المساهمة الخيّرة من سموه، تؤكد تأصل البعد الإنساني في شخصيته، وسعيه الكريم لنشر السعادة والفرح لدى مختلف البشر، وبما يعزز مكانة الإمارات كدولة سلام وأخوّة إنسانية جامعة.
إن أكثر ما يرهق المجتمعات البشرية هي الأمراض التي تتسلل إليها في الخفاء، وتقضي على شيبها وشبابها، ورغم أن هذه الحضارة المعاصرة قد أحرزت تقدماً هائلاً في علاج الأمراض المختلفة، والقضاء على الكثير من الساري منها، من خلال إيجاد لقاحات تقدم المناعة الفاعلة المكتسبة، ضد طيف واسع من الأمراض وعلى رأسها: الطاعون، والسل والكزاز والنكاف، والحصبة الألمانية، والتهاب الكبد الوبائي الفيروسي، والحمى الصفراء. لكن لا يزال أمام العلم طريق شاق، وطويل للقضاء بشكل نهائي على أمراض خطيرة وقاتلة، في مقدمتها الزهايمر الذي يتوقع العلماء أن يزيد عدد المصابين به في هذا القرن إلى مستويات غير مسبوقة، وأيضاً أمراض السرطان التي تزداد بشكل مخيف بسبب سوء التغذية وتلوث البيئة.
ومن دون شك سوف يكون للقيادة الحكيمة مبادرات مستقبلية في مجال الصحة، لكي تبقى دولة الإمارات شريكاً أساسياً وفعّالاً لمشاريع القضاء على الأمراض، وإيجاد بيئة صحية عالمية مستدامة.

med_khalifaa@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى