قضايا ودراسات

الاحتلال ومعاناة الفلسطينيين

يونس السيد
«احتلال الضفة الغربية وحصار قطاع غزة سببان رئيسيان لاحتياجات الفلسطينيين الإنسانية».. بهذه الكلمات البسيطة يمكن اختصار أحدث تقرير للأمم المتحدة حول الوضع في الأراضي المحتلة، ولكنها في الواقع تكشف عن حجم المعاناة التي تكبدها الفلسطينيون على يد الاحتلال «الإسرائيلي».
من حيث المبدأ، ليس هناك جديد يقدمه التقرير حول الانتهاكات «الإسرائيلية» بحق الفلسطينيين، سوى التأكيد على استمرارية هذه الانتهاكات، فالاحتلال، كما هو معروف، أصل الداء وعلة العلل وسبب الخراب والمعاناة لكل الشعوب المحتلة، لكن اللافت هو صدور التقرير، بحد ذاته، عن مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «اوتشا» في الأرض الفلسطينية المحتلة، ديفيد كاردن، بعدما أصبحت المنظمة الدولية تجاهر، في الآونة الأخيرة بانحيازها للكيان الصهيوني.
يستعرض التقرير السنوي لمكتب التنسيق الأممي، الذي يتزامن مع الذكرى الخمسين لعدوان 1967، واحتلال الضفة والقدس وقطاع غزة، إلى جانب الأراضي العربية، سيناء والجولان آنذاك، أبرز الانتهاكات الصهيونية عام 2016، مشدداً على أن الاحتلال لا يزال يواصل سياسة التهجير القسري للفلسطينيين. ويشير إلى أن عدد الفلسطينيين الذين جرى تهجيرهم في الضفة بسبب سياسة هدم المنازل التي ينتهجها الاحتلال وصل إلى أعلى مستوياته عام 2016 حيث تم تهجير نحو 1700 فلسطيني من ضمنهم 759 طفلاً. كما تم هدم أكثر من ألف مبنى بذريعة عدم وجود ترخيص وهو أمر يستحيل الحصول عليه من قبل سلطات الاحتلال، ومصادرة نحو 300 منشأة مقدمة من منظمات إنسانية. وعلى الرغم من أنه لم تحدث عمليات تهجير جديدة في قطاع غزة، يشير التقرير إلى أن هناك نحو 9 آلاف أسرة (47,200 نسمة) لا تزال مهجرة جراء الحرب العدوانية الصهيونية على القطاع عام 2014. ويؤكد التقرير أن نسبة البطالة في القطاع واحدة من أعلى النسب في العالم بسبب الحصار «الإسرائيلي» المفروض منذ أكثر من 10 سنوات.
يؤكد المسؤول الأممي كاردن في تقريره، أن الأزمة في الأراضي المحتلة، من حيث الجوهر، سببها عدم توفير الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين من العنف، والتهجير القسري ومن القيود المفروضة على الوصول إلى الخدمات وسبل العيش، ومن انتهاكات أخرى للحقوق»، مع ملاحظة أن التقرير يركز على الجوانب الإنسانية، ولا يتحدث عن عمليات القمع والإرهاب والتنكيل المباشرة وحملات الاعتقال ومصادرة الأراضي والاستيطان ومنع العمال الفلسطينيين من الحصول على لقمة العيش، وتدمير مقومات الاقتصاد الفلسطيني، من دون أن تتحرك الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي لتوفير الحماية التي أضحت أكثر من ملحة للفلسطينيين تحت الاحتلال.

younis898@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى