قضايا ودراسات

الاهتمام بالشباب

ابن الديرة
اهتمام قيادة البلاد الحكيمة بالشباب، وتأكيدها في كل مناسبة ثقتها بهم وبإمكانياتهم، وإيمانها بأهمية دورهم في جميع عمليات البناء والتنمية والتطوير، وضرورة تهيئة كل فرص العمل والإنتاج والإبداع أمامهم، يجب أن يجد صداه الإيجابي، وينعكس سريعاً على مؤسسات المجتمع وهيئاته ومختلف تشكيلاته بمسمياتها المختلفة، حكومية كانت أو أهلية، عبر مبادرات وأفكار ومقترحات وجلسات حوار وعصف ذهني، وندوات متخصصة تشارك فيها النخب من كل المواقع، علماء الجامعات، وقادة الشرطة والأمن والأطباء الاستشاريون والمستشارون، أينما وجدوا، وقادة العمل.
القيادة لا تبني للحاضر، فقد أنجزت له ما يجعل العالم يقف معجباً بهذه التجربة التنموية حديثة العهد فائقة التميز والإبداع، لكنها تبني وتخطط أيضاً للمستقبل القريب والبعيد، لخمسة أعوام مقبلة، ولمئة عام في الوقت نفسه، مؤكدة أن الخير في شعب الإمارات لن ينضب.
المؤسسون الأوائل بنوا من نقطة الصفر وانطلقوا، ورغم صعوبة المهام وتكاليفها، فقد حافظوا على نصيب الأجيال اللاحقة من خيرات البلاد وثرواتها، أمانة تسلمتها القيادة الرشيدة للبلاد بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فوسعت البنيان وحدثته وصنعت ما يشبه المعجزات في زمن قياسي غير مسبوق حتى باتت الإمارات العربية المتحدة دولة عصرية تكنولوجية، صناعية وزراعية، تتمتع ببنية تحتية وخدمية تضاهي أرقى مثيلاتها على مستوى العالم، وتبدي حرصها الشديد على أن تحفظ هي أيضاً للأجيال القادمة نصيبها من خيرات البلاد، لتعيش كما يعيش الشعب الآن في رفاهية ونعيم يحمد الله عليه.
التأسيس للمستقبل في أحد أشكاله يكون عبر الاهتمام الكبير بإعداد الشباب وتأهيلهم جيداً لقيادة المراحل المقبلة من العمل الوطني، وتسليحهم بالعلم والإرادة وقوة التحمل على قاعدة من الأخلاق الإنسانية السمحة المحبة لكل الناس والعاشقة للعيش الإنساني بمحبة وتآلف وسلام بين كافة شعوب الأرض، تحقيقاً لمصلحتها في الارتفاع بوتيرة البناء والتنمية بدل الحروب والدمار والخراب.
إذن، يجب على كل مؤسساتنا أن تترجم بصدق وإخلاص وكفاءة عالية، حرص القيادة على بناء مستقبل مشرف للإمارات، والاعتماد على الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للبلاد في كل المراحل الزمنية، وتحرص أن تحتضن كل منها شبابها بتوفير بيئة تعليمية رائدة وراقية، تنمو فيها ملكات الفرد وقدراته الإبداعية، ويطور من خلالها مهاراته الخاصة، سواء كان ذلك على مستوى المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة، أو جهات العمل والأنشطة الاجتماعية المتنوعة، ليكون الناتج مبهجاً ومبشراً، فالاستثمار في الشباب ثروة ما بعدها ثروة.
ولنبدأ بشهر الخير، لينطلق الشباب يعبر عن نفسه وطاقته بالعمل التطوعي الخيري، وكل ما من شأنه السمو بأفكاره وأخلاقه، ويعمق انتماءه الوطني، ويرتقي بملكاته.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى