قضايا ودراسات

التعليم مسؤولية مجتمعية

«التعليم مسؤولية مجتمعية»، مقولة لطالما تردد صداها مع بداية كل عام دراسي، إلا أن كثيراً منا لم يأخذوها محمل الجد، مصرين على تحميل المدرسة وحدها مسؤولية التعليم، متناسين أن التربية تسبقه، وأن اكتمال صورة الأولى الناصعة كفيل بضمان دوران عجلة الثانية من دون توقف، فالبيئة المدرسية السليمة نتاج طلبة يتحلون بالسلوك القويم، تسبقهم أخلاقهم يومياً إلى مقاعدهم الدراسية، فينهلون من بحور العلم والمعرفة داخل فصولهم، التي لا يستوي التدريس بين جدرانها، مع غياب الانضباط، وعدم التحلي بالمسؤولية.
المقولة التي يبلغ عدد كلماتها ثلاث، يتحمل مسؤوليتها 3 جهات، المدرسة والطالب والأهل، يشكلون معاً مثلث العملية التعليمية، التي يكفي أن يختل أحد أضلعها حتى ينقلب رأسها على عقب، نظراً لتكامل الأدوار التي ترسم جميعها مدى نجاح العملية التعليمية مع نهاية كل عام دراسي.
المسؤولية التي نتحدث عنها، تتقاسمها المدرسة والطلبة والأهل، حيث الأولى مطالبة بتوفير تعليم حديث ومعلمين قادرين على تمكين الطلبة من استيعاب مناهج تتفاوت مقدرة كل طالب على فهمها، نظراً لتفاوت إمكاناتهم الذهنية، وهو ما يعد الاختبار الأصعب لمدرسينا الذين وصفهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله» بصناع الأمل، كيف لا وهم الذين يلقى على كاهلهم الحمل الأكبر، ومسؤولية تخريج الأجيال، إلا أن جميع جهودهم قد تذهب أدراج الرياح إذا اصطدمت بطلبة غير مدركين للآمال المعقودة عليهم، ومن هنا تأتي أهمية الطلبة في العملية التعليمية.
هذه الأهمية تختزلها باختصار كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين هنأ الطلبة ببداية العام الدراسي الجديد منوهاً أن «أبناءنا الطلبة، ثروة الوطن، وبناة حاضره، وصناع مستقبله»، كلمات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حجم الآمال المعقودة على طلبتنا الذين ستناط بهم مستقبلاً مسؤولية استكمال البناء وقيادة دفة المعرفة والعلوم لترسخ الإمارات مكانتها على خريطة الدول العالمية المتقدمة.
وهنا يأتي دور الأهل الذين يشكلون حجر الزاوية في العملية التعليمية، حيث يعتبرون المدرسة الأولى التي تتحمل مسؤولية التنشئة العلمية الصحيحة للأفراد، ولا يمكن إنكار أن الأسرة يقع عليها العبء الأكبر في تنمية قدرات الطفل، فضلاً عن مساهمتها الإيجابية في تحسين العملية التعليمية وبناء أجيال متميزة.
العام الدراسي الجديد الذي بدأت عجلته بالدوران الأسبوع الماضي، معقودة عليه آمال كبيرة، بعد توحيد العملية التعليمية على مستوى الدولة، ونأمل أن تتوحد جهود مختلف أطراف العملية التعليمية، ويقوم الكل بالدور الموكل إليه، حتى تكتمل صورة الاستثمار في الإنسان الذي يأتي على سلم أولويات القيادة الرشيدة.
محمد رباح
pressrabah@hotmail.comOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى