قضايا ودراسات

التعليم وسوق العمل الجديد

شيماء المرزوقي

مع التطور التكنولوجي والتقني الذي نعيشه، هل بات على الإنسان أن يطور آلية الأفكار لتواكب كل هذا الوهج المعرفي؟ وأمام حقيقة دخول الذكاء الاصطناعي، وما بتنا نلاحظه من سطوة قوية على الكثير من المرافق التي يتوجه نحوها، هل بتنا مطالبين بالدخول في تحدي من نوع جديد مع هذا المبتكر الحديث؟

لطالما اعتبر الكثير من العلماء أن الفكر البشري يسير في نمطية واحدة في مختلف أرجاء الكرة الأرضية، بمعنى أن آلية وطرق الاستنتاج والاهتمام والنظرة جميعها متشابهة ولم يحدث فيها اختراق ولا اختراع ولا تنويع.

في هذا العصر تحديداً، أعتقد أن الواقع البشري مختلف وأن التنوع الفكري بات حاجة وليس خياراً، بل إن محاولة الابتكار في مختلف مفاصل المعرفة باتت على درجة عالية من الأهمية.

مع مثل هذه الحاجة بتنا نرى نوعاً جديداً من العلوم ومن شأنها أن تفرز وظائف وأعمالاً جديدة غير مسبوقة للناس، وبالتالي سنجد وظائف ألغيت أو تم إقصاؤها بسبب دخول التطور والتقدم وتحديداً الذكاء الاصطناعي مثل الكثير من الوظائف في مجال التعليم والاتصالات والمطاعم والبنوك والمؤسسات المالية وتجارة التجزئة والبناء والتشييد، وغيرها كثير؛ حيث تم تقدير أنه بحلول عام 2037 سنفقد نحو سبعة ملايين وظيفة، لكن بالمقابل ستوجد التقنية الحديثة ومنها الذكاء الاصطناعي سبعة ملايين ومئتي ألف وظيفة جديدة.

ولتقريب الصورة أكثر يقول الخبراء إن القطاع الصحي سيفقد نحو 12% من الوظائف الطبية وتستبدل بالروبوتات، لكن سيتم استحداث نحو 34% من الوظائف الجديدة في نفس القطاع . وهذه أخبار سارة بكل تأكيد، لكن غير السار أن هذه الوظائف ذات متطلبات مهارية وتقنية وعلمية عالية وتحتاج إلى جهد من الفتيات والشباب أكبر مما هو سائد الآن، ومن هذه النقطة تحديداً نصل لمفهوم تطوير الفكر وآلية عمله وتطلعه، فالتفكير السائد والتقليدي والنظرة نحو المؤسسة التعليمية بتلك النظرة السابقة لن يكونا في محلهما ولن يساعدا في تجهيز الأجيال القادمة لمتطلبات سوق العمل الجديد.

ويبقى السؤال الحقيقي: هل المؤسسات التعليمية في طريقها للتطور لتواكب حاجات سوق العمل، والذي بدأ يطل ويبحث عن المهارات والخبرات وعن موظفين ذوي فهم وعلم من نوع مختلف؟

Shaima.author@hotmail.com

www.shaimaalmarzooqi.com

زر الذهاب إلى الأعلى