قضايا ودراسات

«التقنية» للجميع

جمال الدويري
فتح الباب للطلبة المقيمين للدراسة في كليات التقنية العليا أمر بالغ الأهمية لما له من دور في توفير الفرص للطلبة العرب والأجانب للدراسة في كليات يُشهد لها بالتقدم والبرامج التعليمية المتطورة التي تلبي احتياجات سوق العمل.
ما زاد أهمية القرار، أن الكثير من العرب الذين غالباً ما يلجأون إلى تدريس أبنائهم في جامعات بلدانهم الأصلية بسبب ارتفاع تكاليف التعليم في الجامعات المحلية، سيفتح لهم المجال بدءاً من هذا العام لتدريس أبنائهم، دون أن يضطروا إلى تفكيك أسرهم، عندما يضطر أحد الأبناء للعودة إلى بلاده للدراسة فيها.
الأمر الآخر البالغ الأهمية هنا، أن الكثير من العرب وللأسف الشديد تشهد بلادهم حالة من عدم الاستقرار ولم يعد بمقدورهم إرسال أبنائهم للتعلم هناك بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
إلى جانب ذلك فإن انتشار الكليات في جميع أنحاء الدولة بما يزيد على 17 فرعاً للذكور والإناث سيوفر فرصاً تعليمية للطلبة وهم يسكنون عند أهلهم ولا يضطرون إلى السكن في إمارة أخرى حال التحقوا بجامعات ليس لها فروع، ما سيقلل أيضاً من الازدحام الذي تشهده الطرق بسبب تنقلهم.
إلى جانب هذا الأمر، فإن فتح الكليات أمام المقيمين من عرب وأجانب سيسمح بمزيد من الاختلاط بين الطلبة ما يوسع من نهج التسامح والتعارف الذي تنتهجه الدولة في جميع مناحي الحياة.
كل هذه الأمور من النقاط الإيجابية هي نتاج قرار فتح الباب أمام الأجانب للدراسة في كليات التقنية، ويبقى الأمر المنوط بإدارة هذه الكليات ملاءمة الأسعار لتكون تنافسية في متناول الجميع، إلى جانب طرح تخصصات لا تلبي السوق المحلي فحسب، بل تأخذ في الحسبان بعض التخصصات المطلوبة في الأسواق العربية خاصة تلك التي ستشهد إقبالاً من قبل أبنائها.
كليات التقنية العليا هي أكبر مؤسسة للتعليم العالي في الدولة تم تأسيسها عام 1988 وتوجد لها حالياً فروع في معظم إمارات الدولة بالإضافة إلى مدن العين وزايد والرويس.
وتعتبر الكليات في المرتبة السادسة عشرة حسب الترتيب العالمي للجامعات لمنطقة الدول العربية، وتعد أكبر مؤسسة للتعليم العالي التخصصي في الدولة حيث تضم أكثر من 20000 طالب وطالبة من مواطني الدولة وما يقرب من 2000 موظف وموظفة، موزعين على 17 كلية للطلاب والطالبات في مختلف أنحاء الدولة.
تطرح الكليات أكثر من 40 برنامجاً دراسياً على مستوى الماجستير، والبكالوريوس، والدبلوم العالي، وفتحها أمام الجميع يعني فرصة للنهل من علومها وبرامجها.

jamal@daralkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى