قضايا ودراسات

التوجه المضاد للطاقة النظيفة

نواه سميث *

قال لاري كادلو أحد كبار مستشاري الرئيس دونالد ترامب إن الإدارة الأمريكية سوف تنهي دعمها للسيارات الكهربائية وغيرها من التقنيات الخاصة بالطاقة المتجددة، وهو ما يعني أن مشتري السيارات الكهربائية سوف يدفعون ضريبة فدرالية تتراوح بين 2500 و7500 دولار، ولكن رغم ذلك فإنني أعتقد أن الإدارة لن تتمكن من القيام بأي خطوة في هذا الشأن بدون موافقة الكونجرس.
هذا الأمر يبدو أنه جزء من خطط الحزب الجمهوري واستراتيجيته لمهاجمة تقنيات الطاقة البديلة لحماية المصادر التقليدية، وبما أن السيارات الكهربائية هي البديل الواقعي للمركبات التي تعمل بالوقود التقليدي، فإن أعضاء الحزب يرون فيها خطراً كبيراً على توجهاتهم المتركزة على دعم صناعة المحروقات، وهو المجال الذي لطالما كان يحظى بدعم كبير منهم. هذا العداء الموجه ضد الطاقة البديلة هو جزء مما يسميه خبراء بـ «القبلية التكنولوجية»، وهي طريقة يحاول بها ترامب إظهار أنه ضد الجماعات المهتمة بالتغير المناخي.
إن وقف هذا الدعم عن السيارات الكهربائية هو بلا شك فكرة سيئة، حيث تشير النظرية الاقتصادية القياسية إلى أن الدعم الموجه إلى قطاعات معينة يعمل على تخريب الأسعار في السوق، وهي النظرية التي يتخذها الليبراليون حجة في محاربتهم لدعم لطاقة النظيفة، وفي الوقت ذاته في النظرية الاقتصادية تؤكد أن تخريب أسعار السوق يؤدي في بعض الأحيان إلى جعل الاقتصاد أكثر كفاءة، فعندما يعمل مصنع لتوليد الطاقة بالفحم ويطلق غازاته الملوثة للهواء، فإن ذلك لا يؤثر إيجاباً في أسعار الكهرباء التي نحصل عليها.
وفي ما يتعلق بظاهرة التغير المناخي، فإن الثمن الذي تدفعه البيئة يكون في الغالب كبيراً، إذ يشير التقييم الخاص بإدارة ترامب للبيئة أنه ما لم يتم الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن الضرر الذي سيلحق بالولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة سيكون هائلاً. كما توقع التقييم أن يتراجع حجم الاقتصاد الأمريكي بمقدار 10% بنهاية القرن الحالي بسبب ازدياد نسبة الحرائق وارتفاع مناسيب مياه البحر والظواهر المناخية الأخرى المرتبطة بها.
وعوضاً عن فرض ضريبة على المحروقات التقليدية كما أصبح الحال عليه في العديد من المناطق حول العالم، تحاول الإدارة الحالية فرضها على المجال الأكثر نظافة، الذي يصب في اتجاه حماية البيئة وبالتالي الاقتصاد. الحكومة الأمريكية يجب أن تتحمل المسؤولية كاملة في هذا الشأن، وعليها تطبيق أنظمة حماية البيئة ودعم تقنيات الطاقة النظيفة بدلا من حماية المحروقات التقليدية.

* بلومبيرج

زر الذهاب إلى الأعلى