الجفاف والحرب والجوع
فيصل عابدون
يقول أحدث تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية: إن نحو 37 بلداً، بينها 29 بلداً في إفريقيا، تحتاج إلى مساعدات غذائية عاجلة.
وعلى الرغم من أن التقرير يظهر تحسناً في إمدادات الغذاء بفضل وفرة محاصيل الحبوب، إلا أنه يؤكد أن موجات الجفاف والفيضانات والنزاعات المدمرة تسببت في وجود فجوات غذائية في كثير من الدول وفي مجاعات في بعضها وفي هجرات واسعة لسكان المناطق المنكوبة، كما فاقمت الوضع الصحي وتسببت في حدوث وفيات بأعداد كبيرة بسبب تفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة.
وقال التقرير إن النزاعات تفاقم من انعدام الأمن الغذائي وتعيق النشاطات الإنتاجية وتعرقل الوصول إلى الغذاء وتوافره. وأضاف أن الضغوط تتزايد بسبب الأعداد الكبيرة للمشردين داخلياً، والذين ارتفع عددهم بنحو 50 في المئة هذا العام في جمهورية إفريقيا الوسطى التي يقدر بأن نحو ثلث سكانها يحتاجون إلى المساعدات الغذائية العاجلة.
ويقدر التقرير أن نحو 7.7 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تأوي أكثر من 200,000 لاجئ من الدول المجاورة، إضافة إلى أكثر من 4 ملايين شخص مشردين داخلياً. وأشار إلى تأثيرات مماثلة أحدثتها النزاعات في نيجيريا حيث يحتاج أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى استجابة عاجلة منقذة للحياة وحماية سبل العيش.
وفي الصومال، قال التقرير إنه تم منع خطر المجاعة في العديد من المناطق بفضل توزيع المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، غير أن مستوى الجوع ازداد ثلاثة أضعاف خلال العام الماضي، وأصبح نحو 3.1 مليون شخص حالياً يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأكد التقرير أن النزاعات المسلحة تسببت في شبه مجاعة في شمال نيجيريا وجنوب السودان واليمن، وأدت إلى انتشار الجوع في أفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا.
وأشار تقرير المنظمة الدولية إلى أن الجفاف هو المشكلة الرئيسية في شرق إفريقيا. ويعاني ما يقرب من 8.5 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا خاصة في المنطقة الصومالية. وفي كينيا أدت مواسم الأمطار غير المواتية إلى الحد من إنتاج المحاصيل والماشية، ويعاني نحو 2.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما أدى الجفاف الشديد خلال فصل الصيف إلى انخفاض محصول القمح في منغوليا بمعدل النصف.
وفي بنغلادش التي شهدت ثلاث موجات من السيول هذا العام تسببت في أضرار جسيمة لمحاصيل الأرز، توقع الخبراء أن ينخفض إنتاج البلاد من الأرز إلى أدنى مستوى منذ خمس سنوات. كما ارتفعت كميات وأسعار واردات القمح والحبوب التي تستخدم في منتجات الدقيق التي هي أرخص ثمناً تقليدياً.
Shiraz982003@yahoo.com