الحرارة ترتفع.. العالم يحترق
أصبح الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، يشمل معظم أنحاء الكرة الأرضية، في حين يتوقع العلماء طقساً أكثر سخونة في المستقبل. وهذا يعني أن العالم سيشهد مزيداً من الجفاف، ومزيداً من انعدام الأمن الغذائي، ومزيداً من المجاعات، ومزيداً من موجات النزوج والهجرة البشرية.
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أن درجات الحرارة المرتفعة جداً خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران حطمت أرقاماً قياسية في أنحاء من أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا والولايات المتحدة.
وبحسب تحليلات أجراها كل من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (الأمريكية)، ومعهد جودارد لأبحاث الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، والمركز الأوروبي لتوقعات الطقس، فإن متوسط درجات الحرارة العالمية في البر والبحر، هو ثاني أعلى ارتفاع قياسي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2017.
أوروبا
في البرتغال، أسهمت درجات حرارة مرتفعة جداً تراوحت حول 40 درجة مئوية في إشعال حرائق غابات مدمرة، كانت تتمدد بسرعة عبر منطقة غابات كثيفة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.
وفي 20 يونيو/حزيران، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن البرتغال ليست البلد الأوروبي الوحيد الذي يعاني من تأثيرات أحوال طقس قصوى. إذ إن إسبانيا شهدت الربيع الأكثر حراً منذ أكثر من 50 سنة، في حين سجلت فرنسا درجات حرارة مرتفعة قياسية. كما أن أنحاء عديدة أخرى في أوروبا، بما فيها المملكة المتحدة، شهدت درجات حرارة أعلى من المتوسط.
الولايات المتحدة
تتعرض الولايات المتحدة أيضاً لدرجات حرارة مرتفعة قياسية. وفي أنحاء من الصحراء الممتدة من جنوب غربي البلاد، وحتى كاليفورنيا، سجلت درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى 49 درجة مئوية.
وفي مطار أريزونا الدولي، توقفت حركة الطيران جزئياً يوم 20 يونيو/حزيران بسبب ارتفاع قياسي في درجات الحرارة.
وفي المنتزه الوطني المسمى «وادي الموت» في كاليفورنيا، أصدرت السلطات تحذيراً للزوار بأن يتوقعوا درجات حرارة تراوح بين 38 و49 درجة مئوية. وأعلى درجة حرارة في العالم سجلت في وادي الموت عام 1913، حين بلغت 56,7 درجة مئوية.
شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا
في 17 مايو/أيار، سجلت في بعض أنحاء الجزيرة العربية درجات حرارة بلغت 50 درجة مئوية، في حين أعلنت منظمة الأرصاد العالمية أن مقاطعة كوزستان في جنوب شرقي إيران سجلت في 15 يونيو/حزيران درجات حرارة بلغت 50 درجة مئوية أيضاً.
وفي ذروة موجة حر في المغرب، سجلت درجة حرارة بلغت 42,9 درجة مئوية في 17 مايو/أيار.
موجات نزوح قياسية
شهد العالم هذا العام رقماً قياسياً جديداً لنزوح البشر: إنسان واحد نزح كل ثلاث ثواني.
وفي 20 يونيو/حزيران، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريراً قالت فيه إن نحو 66 مليون إنسان أرغموا على النزوح عن ديارهم في العام 2016. وهذا الرقم القياسي لا يرتبط بالنزاعات وحدها، بل هو أيضاً نتيجة لتفاقم الجفاف والتصحر.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر في 17 يونيو/حزيران، أعلنت الأمانة الدائمة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أنه بحلول العام 2025، أي بعد أقل من 8 سنوات منذ الآن، يتوقع أن يعاني 1,8 مليار إنسان، ندرة مياه مطلقة، في حين أن ثلثي البشرية سيعانون ضغوطاً شديدة على المياه.
وفي الوقت الراهن، تتخوف الهيئات والمنظمات الدولية المختصة من تفاقم الجفاف، وزحف التصحر، وندرة المياه، وانعدام الأمن الغذائي، كل ذلك يمكن أن يتسبب في «تسونامي» مهاجري ولاجئي مناخ.
من جهتها، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تحذيرات متكررة من التأثيرات الهائلة لتفاقم الجفاف على الأمن الزراعي والغذائي في العالم.
* تقرير للقسم العالمي في وكالة «إنتر برس سرفيس» (آي بي إس)