غير مصنفة

الخلاص امرأة

محمد خالد

قالت الفتاة العربية لأبيها «أبتي.. نرجوكم أن تتركوا لجيلنا شيئاً نخسره».
تستدعي هذه المقدمة قول الشاعر الفلسطيني الشهيد كمال ناصر:
أمتي أصبت بقحط الرجال
أما من فتاة لهذا الوطن!!
الآن الآن وليس غداً، انتفاضة المرأة العربية في جميع أنحاء الوطن العربي لتتسلم أمور الوطن بأسنانها متجاوزة هذا الرجل الذي مات قبل أن يموت. هي مازالت نظيفة اليد لم ولن تتلوث، فما هو ذلك الإرث اللعين الذي تركه ذلك الرجل لها:
خسارة الأندلس بعد بقاء دام 800 سنة لم يتحولوا خلالها إلى مواطنين أسبان عرباً في دولة ذات قوميتين بمقياس هذا الزمن.
خسارة الأهواز (عربستان) لإيران.
خسارة اللواء السليب (الاسكندرون) لتركيا.
خسارة فلسطين (1948) للصهيونية العالمية لما تسمى «إسرائيل».
خسارة الجولان السوري ل«إسرائيل».
خسارة جنوب السودان للمواطنين السودانيين الجنوبيين.
نبذات من التاريخ العربي القديم:
شكا الأمير الأندلسي اليافع لوالدته: أماه: سيفي قصير، فأجابته أمه بحزم: تقدم خطوة للأمام يصبح سيفك أطول.
عندما طلب سياف بني أمية الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة من الخوارج أن تقرأ له شيئاً من القرآن، فقرأت (بسم الله الرحمن الرحيم.. إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس «يخرجون» من دين الله أفواجا)، فقاطعها الحجاج صائحا: ( ويحك يا امرأة …. إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا)، فقالت له (لقد دخلوا وأنت أخرجتهم).
الحجاج بن يوسف الثقفي عندما غزا مكة المكرمة وقام بصلب عبدالله بن الزبير، حفيد الخليفة أبوبكر الصديق ثلاثة أيام، وقفت أمه أسماء بنت أبي بكر وقالت كلمتها المشهورة (أما آن لهذا الفارس أن يترجّل).
وصفت المرأة العربية الحرة بقولها (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها).
فقدت الشاعرة الخنساء أخاها صخراً قائلة:
وإن صخراً لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
صفات المرأة العربية التي لم تجرب في العمل السياسي.
هي وزيرة مالية لا تسرق المال العام أو الخاص، هي وزيرة دفاع أفضل من يدافع عن الوطن، هي أم تهز السرير بيمناها وتهز العالم بيسراها، وهي محامية تدافع عن الفقراء لا عن أصحاب رأس المال، هي وزيرة صحة قادرة على تأمين الطب لصالح كل المواطنين، وتأمين الدواء الرخيص لصالح الفقراء، هي وزيرة تعليم مجاني لجميع المواطنين وعلى كل مراحل التخصصات، هي رئيسة لكل مواطنيها بغض النظر عن انتمائها لأغلبية أو أقلية شعارها: كل مواطن صالح هو أغلبية، وهي مسؤولة ضرائب تصاعدية عادلة من أسفل إلى أعلى درجات المجتمع، وهي عاملة مصنع وزارعة أرض ومعلمة ومدرسة وخبيرة شؤون اجتماعية وسائقة باصات النقل العام ومراقبة أسعار السوق منعاً لتغول المضاربات وضبط المخالفين، وهي خادمة حقيقية للشعب عامة «لأن سيد القوم خادمهم»، وهذه أرقى مراتب الخدمة العامة.
هي خلاصة لها وظيفتان تاريخيتان: الأولى داخل المنزل، حيث تحافظ على النوع البشري برعاية أطفالها، والثانية خارج المنزل، حيث تعمل في كل المجالات، وفي الحقل لتطعم منه البطون الخاوية للرجال.
ما العمل؟
حسناً.. كيف الانتقال من هزائم الرجل التاريخية وركنه بجانب أخطائه المقززة، وانتزاع زمام المبادرة منه، وبدء عصر النهضة الحقيقية على يد المرأة والارتقاء بعجلة التاريخ إلى أعلى.
الجواب: لا شك عند المرأة، فالرجل لا يستطيع إعطاء دروس لا يملكها، ففاقد الشيء لا يعطيه.
المرأة وحدها من تخطط ما عجز الرجال عن فعله عبر آلاف السنين، هي وأطفالها الجدد- ذكوراً وإناثاً- من الآن فصاعداً.
يا أيتها المرأة المنقذة لوطنها، دعينا نرى أسنانك الحادة التي تطحن الصخور الصماء.

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى