الشعب السعودي (عسل)
محمد سعيد القبيسي
بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول اليها عبر الاجهزة الذكية التي اصبحت في متناول الجميع الان وقدرتها على تصوير اللحظه في وقتها سواء بالصور او مقاطع الفيديو، انتشرت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي اظهر فيها الكثير من الشباب مهاراتهم وقدراتهم المختتفة، فكانت في البداية اغلب هذه المواد التي تنشرعن طيش بعض الشباب والحركات البهلوانية التي يقومون بها بسياراتهم وحوادث بعضهم وغيرها من اللقطات المروعه، والتي كنت شخصيا لا اشاهدها بل كنت دائما ضد نشرها ليس لشيء بل لانها قد لاتستخدم كعبرة بقدر ماقد يقوم بعضهم بتقليدها.
ولكن مع مرور الوقت بدأت هذه الظاهرة تختفي ويظهر عوضا عنها مقاطع وبرامج فكاهية جميلة على موقع اليوتيوب او مواقعع اخرى، وقد كانت اغلب هذه المقاطع من شباب سعودي، واحد هذه البرامج التي كنت اشاهدها على اليوتيوب بل وتخطت مشاهدات بعض حلقاتها المليون مشاهدة برنامج (ايش اللي) الذي يقدمه شخصية اشتهرت عبره هو بدر صالح والذي كان يتناول الكثير من القضايا او ارسال رسالة الى المجتمع بشكل فكاهي ومقبول.
وعلى انغام شيلة الشاعر جهز الشلاحي (البارحة قلبي من الهم مابات) والتي لم يتوقع الشاعر نفسه بالشهرة التي ستحضىى بها قصيدته من قبل الشباب السعودي التي وجدها اكثر من مناسبة لعرض الكثير من الفيديوهات الفكاهية على انغامها التي انتشرت سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم فيها تصويرالكثير من الحركات المختلفة من قبل بعض الشبان قاصدين بث روح الفكاهة والاستعراض الكوميدي، ومنها قيام أحد الشبان بالجلوس على سقف السيارة ويجدف بغصن بيده بينما مركبته تسير بدون سائق، واضعا على المشهد مقطع “شيلة” “البارحة قلبي من الهم ما بات ، واخر يجلس على فرشة تجرها سيارة بدون سائق ايضا وبيده كتاب يقرأه، ولعل اكثر المقاطع فكاهه هو جلوس احد الاشخاص فوق سيارته ويضربها بعصا وكانها خيل يمتطيه، والعديد من مقاطع الفيديو المصورة بطريقة كوميدية مشابهة.
لقد قرأت الكثير من المقالات والتقاريرعن هذه المقاطع والتي اطلقوا عليها ظاهرة وتصف هؤلاء الشبان بالمستهترين او السخافةة او (الفضاوة) مثلما يطلق عليها من يسمي نفسه بالخبير او المعالج النفسي وهم قلة مع احترامي للاخرين، ولا اعلم لماذا هذا الهجوم الشرس عليهم، انني على علم بان من اطلق هذه المسميات في قرارة نفسه يود لو ان تتاح له الفرصة ليكون في مكان احد هؤلاء وان يقوم بمثل ماقاموا به بل لو انه اطلق العنان لنفسه قد يتفوق عليهم بابتكار مهارات كوميدية جديدة.
قد تشكل بعض هذه الحركات خطرا على حياة هؤلاء الشباب ولابد من ارشادهم الى الطريق الصحيح في ممارسة هذه المهاراتت والهوايات وتطويرها بالطرق الصحيحة والتي تضمن سلامتهم ولكني لست مع من ينادي بمنعهم وبضرورة تلقيهم للعلاج لانهم مرضى نفسيين.
لقد تغيرت الحياة واصبحت مملوءة بالمشاغل ومتطلباتها التي لاتنتهي بحيث ان الانسان قد يمر عليه يوم او يومان لايضحك او يبتسم فيها، وهؤلاء الشباب قاموا بادخال السرور الى قلوبنا بهذه المقاطع الكوميدية المضحكة، ولكن وقبل ان انهي مقالتي هذه اود ان اوجه رسالة لهؤلاء الشباب بانهم ثروة الاوطان وحياتهم غالية علينا واننا نحزن عندما نسمع خبر عن اصابة احدهم او وفاه الاخر، لذلك عليهم اخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة بارواحهم بالقيام بحركات خطيرة قد يصابون فيها او تفقدهم حياتهم، وفي النهاية تحية لكل الشباب العربي والسعودي خاصة لانكم ادخلتم السرور على قلوبنا وصحيح انكم شعب (عسل).