غير مصنفة

القدس وتداعيات الانقسام

خيري منصور

تزامن إعلان الرئيس ترامب وتوقيعه الاستعراضي على قرار غير مسبوق في البيت الأبيض مع عودة التعثر للمصالحة الفلسطينية، إذ باتت هذه المصالحة قاب تصريحين أو أدنى من غزة ورام الله حتى تعود حليمة إلى عاداتها القديمة، لهذا قد يكون قرار ترامب الذي نال من التاريخ والجغرافيا معاً سبباً جديداً لتحقيق وئام وطني في فلسطين بحيث تلتئم الضفة والقطاع في سياق وطني واحد لا يقبل الخصخصة الأيديولوجية، أو إحلال الحسابات التكتيكية مكان الحسابات الاستراتيجية وما بعد الاستراتيجية أيضاً!
إن كل عوامل الخلاف تتراجع الآن أمام خطر يهدد الأطراف كلها، لأن القرار لا يستثني فصيلاً فلسطينياً ويحكم بالإعدام السياسي والوجودي والرمزي أيضاً على ما كان وسيبقى قلب القضية الفلسطينية وبوصلتها وهي القدس!
وما سمعنا من تصريحات قادة الفصائل الفلسطينية في مختلف العواصم العربية سيكون خلال الأسابيع القليلة القادمة تحت اختبار وطني عسير!
والخشية الدائمة التي تحولت إلى فوبيا في الذاكرة الفلسطينية هي من كون التصريحات موسمية، أو محدودة الفاعلية والصلاحية، رغم أن قرار تهويد القدس ليس موسمياً بل هو كما تطرحه الدولة العبرية تهويد أبدي لأن القدس تبعاً لهذه الأطروحة الاستيطانية المضادة للتاريخ عاصمة الدولة اليهودية إلى الأبد!
نعرف أن الضربة حين تكون في الرأس قد تؤدي إلى الغيبوبة لكنها أيضاً يمكن أن توقظ السادرين في سباتهم السياسي وخلافاتهم الفصائلية!
والقدس التي تتردد في ساحاتها وعلى امتداد سورها نداءات رسولية تعيد إلى العالم المقولة اليسوعية الخالدة وهي أي غفران يرتجى بعد كل هذه المعرفة؟

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى