مقالات عامة

المزعجون فجراً

يوسف القبلان

نوع متطور من الإزعاج والهياط والاستعراض يمارسه شباب يمتلكون سيارات لم يصنعوها لكنهم يتباهون بها.

هذا السلوك المزعج يتطلب بعض الشروط منها مواصلة السهر حتى الصباح، وتوفر سيارة رياضية، أو سيارة النقل الكبيرة (ونيت) التي يمتلكها الشاب بتأثير التقليد وليس لوجود حاجة. هل امتلاك السيارات حرية شخصية؟ نعم هذا لا شك فيه، لكن هل القيادة الخطرة للسيارة والمخالفات المرورية، ومنها السباق في الشوارع، وتغيير صوت السيارة، هل هذه التصرفات حرية شخصية؟ تلك مخالفات تستوجب تطبيق النظام. هل السهر حرية شخصية؟ نعم وله مضار صحية، ولكن لماذا يرتبط بإزعاج الآخرين؟

وهل تحولت الدراجات النارية (بالتقليد) من وسيلة نقل ضرورية إلى وسيلة للترف؟! وما الحكمة من وقوف سيارتين في وسط الطريق وتبادل الحديث بين السائقين بطريقة متعمدة استعراضية عبثية، يقفلون الطريق بسياراتهم ولا يجرؤ أحد على نصحهم ناهيك بنهرهم. هؤلاء الشباب لم يخرجوا فجرا للعمل في المزارع والمصانع والمناجم ولكن للترفيه عن أنفسهم على حساب الآخرين!

المملكة تمر بمرحلة تطوير شاملة وحققت إنجازات في إنشاء وتحديث الأنظمة بما فيها ما يتعلق بالتشويه السمعي والبصري والذوق العام وما يرتبط بالتحرش والتنمر وغير ذلك من الأنظمة التي تساهم في أمن الناس وجودة الحياة.

صورة المملكة الجميلة ومكانتها العالية بين الدول تشوهها فئة بممارسات سخيفة وبسيارات ربما لم يبذلوا أي جهد من أجل امتلاكها.

الإزعاج فجراً وفي أي وقت مخالفة صريحة وقيادة السيارة بسرعة تتجاوز السرعة المحددة سلوك مخالف ولا يبرر هذا السلوك الوقت الذي تحدث فيه هذه المخالفة. عدم وجود زحمة في ساعات الفجر لا يبرر تحويل الشوارع إلى ميدان لسباق السيارات وتنافس في قوة صوت السيارة. وهنا أسئلة موجه للمرور، هل توجد كاميرات لرصد هذه المخالفات؟ ولماذا تستمر هذه المخالفات؟ هل العقوبات ضعيفة أم هي مجرد غرامات مالية غير مؤثرة على المخالفين؟!

إذا كانت الغرامات غير مؤثرة، فما الحل؟ خاصة أن سلوك هؤلاء السائقين تعدى حدود الحرية الشخصية إلى تشكيل خطر وإيذاء للآخرين.

نقلاً عن “الرياض

 

زر الذهاب إلى الأعلى