قضايا ودراسات

المسرعات والمبادرات الإنسانية والتنموية

ابن الديرة

النجاح الباهر لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في نشر العمل الخيري مساعدات ومشروعات خدمية وتنموية على مستوى دول العالم، وما تحقق بالأرقام وليس بالبيانات، يرفع الرصيد العالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مكانة عز وفخر واعتزاز حققتها برصيد عملها الإنساني من غير تحميل أحد جميلاً، لأن الأنشطة الإماراتية الداعمة للدول والشعوب هي جزء من السياسات الاستراتيجية لدولة كانت وما زالت في طليعة الدول التي تهب لمساعدة كل محتاج، وخير نصير للدول الفقيرة والراغبة في تحقيق تقدم ما في حياة شعوبها.
الأرقام مذهلة وتتحدث عن نفسها، فقد أنفقت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال العام الماضي 1,5 مليار درهم على مبادرات إنسانية وتنموية استفاد منها 42 مليون نسمة ينتمون إلى 62 دولة، في مجالات نشر التعليم والمعرفة والرعاية الصحية ومكافحة الأمراض، والمشاريع التنموية والإغاثية، ومبادرات ابتكار المستقبل والريادة، وجميعها كان يستهدف تحسين الوضع المعيشي لملايين المستفيدين، والارتقاء بهم درجات على طريق تخطي المشكلات الكبرى.
هذا النجاح غير المسبوق مهد الطريق ليعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، ودعمه بإطلاق المسرعات الإنسانية التي تهدف إلى تحقيق قفزات إضافية جديدة في العمل الخيري الإنساني، من خلال رفع الكفاءة المالية للمؤسسات التنموية والإنسانية، ومساعدتها على تحقيق أهدافها بطرق مبتكرة أكثر فاعلية، وهي المبادرة الإنسانية الأولى من نوعها عربياً، تجمع أفضل العقول وتطوع التكنولوجيا المتقدمة لخدمة الإنسانية، من خلال حلول مبتكرة وأدوات حديثة تستطيع التغلب على التحديات والصعوبات، وتحقيق نتائج إيجابية تضاف إلى الرصيد الضخم من العمل الإنساني.
المسرعات الإنسانية المنشودة، تنشد تحقيق قفزات نوعية وتقنية في العمل الإنساني، لتغرس الخير الإماراتي في كل بقاع العالم، لتتخطى كل المنافسين الذين يتسابقون معنا في خدمة الإنسانية، وهي منافسة شريفة وسامية، على النقيض تماماً من سياسات إثارة الفتن والنزاعات والحروب، ومحاولة بعض القوى أن تجد لها مكانة بين الدول عبر التظاهر بالقوة والقدرة عبر دعم التطرف والإرهاب.
المهمة ليست سهلة وتحدياتها كبيرة، لكن وجود قيادة محمد بن راشد التي لا تعرف المستحيل ستطوع كل صعب، وستحقق نسب إنجاز غير مسبوقة في أبرز العقبات التي ستواجهها مسرعات العمل الإنساني، في مجالات إيجاد حلول مبتكرة لتنقية المياه في الدول الفقيرة، وهي من أصعب المشاكل التي تواجه كثيراً من دول العالم، وتوفير التعليم الإلكتروني للأطفال اللاجئين، وتطوير سوق عمل إلكتروني للاجئين.
لقد قطعت الإمارات على نفسها عهداً أن تكون إلى جانب المنكوبين والمحتاجين والفقراء حول العالم، بدءاً من قيام الدولة وإلى يومنا وغدنا بإذن الله، وفي عطائها الإنساني وسياستها الرشيدة على المستويين الداخلي والخارجي، ترتفع راية البلاد خفاقة بالمجد الذي يصنعه أبناؤها عندما يعملون على تغيير حياة الملايين حول العالم إلى الأفضل، من دون تمييز بسبب الدين أو اللون أو الطائفة أو الجنس.
مؤسسات العطاء الإنساني في الإمارات يجب أن تواصل جهودها في مجالات العمل الإنساني والخيري على مستوى العالم، والبساط الأحمر الذي نمشي عليه، علينا ألا نمكن أحداً من سحبه من تحت أقدامنا، لتبقى الإمارات سبّاقة دائماً في إحداث التغيير الإيجابي المنشود في حياة الشعوب.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى