المطر.. نشر السعادة
عبدالله الهدية الشحي
حينما هطل المطر بدأت «المربعانية» ببشائر خيرها الذي عمّ دولتنا الغالية، بغيثه وخيره فانتعشت أفئدة البلاد، وابتهجت عيون العباد، وخرجت الأسر إلى الهواء الطلق تحت زخات المطر لتكحل عيونها برؤية المزن، وتهندم سمعها بصوت الرعد، وتطرز تواصلها الاجتماعي بفرحة تواصل السماء والأرض، وبسعادتها الغامرة بالضيف العزيز الهاطل بالعذب الزلال، وبالبَرد الذي وشّح الأرض في بعض المناطق ببياضه الذي أثلج قلوب الصغار والكبار، وكأنه جاء ليحتفي مع بناتنا وأبنائنا الطالبات والطلاب ببدء إجازتهم، وليحتفل معنا بانطلاقة موسم العزب الأسرية والمعسكرات البرية، فالشكر لله على هذه النعمة العظيمة.
هطل المطر وسالت الشعاب وجرت الأودية وتجمعت المياه بين أزقة المساكن وفي بعض الشوارع، وتعاملت جميع المؤسسات المختصة مع مثل هذه الأحوال، سواء الاتحادية أو المحلية على مستوى الدولة بكل مقوماتها وطاقاتها وكوادرها بشكل متواصل ليل نهار، فكانت على مستوى الحدث ، وأكثر من ذلك فقد أثمرت جهودها العملية والفاعلة بسرعة عودة انسياب الحركة المرورية في الشوارع، وفي سرعة الاستجابة للحالات الطارئة التي كادت تصيب بعض الأسر هنا وهناك، كما أنها برهنت على نجاح الشراكة الإيجابية بين مؤسساتنا بمختلف مسمياتها ومهنها، فقد برز وتجلى التعاون المشترك الرائع في الرسائل التوعوية، وفي فن التعامل، وبإتقان العمل وسرعة الإنجاز، فالشكر لقيادتنا الرشيدة التي أمرت ووجهت… والشكر لكل القائمين على هذه المؤسسات ولكل الكوادر العاملة فيها للجهد المبذول.
هطل المطر وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة معطيات هطوله بجميع التفاصيل، التي تعبر عن الفرح من خلال متابعة سحابه وأماكن تساقط حباته في كل مكونات تضاريس خريطة الدولة، ومن خلال توثيق زخات نزوله بأجمل اللحظات الفردية الخاصة والأسرية الحميمية والمجتمعية العامة، بالصور وبعبارات التهنئة والسرور، فازداد فرح الأرواح واخضرار القلوب، وازدادت عبارات الشكر لله أولاً على نعمة الإمارات وقيادتها، ونعمة الغيث، ومن ثم للقيادة الرشيدة ولكل من ساهم في نشر السعادة وتسهيل الأمور.
هطل المطر وخرج من بيننا للأسف الشديد من أراد أن يسوق لنفسه بغير وعي وإدراك بغية نشر الدعابة، التي لم تكن أبداً في محلها المكاني وفي توقيتها الزماني، كما خرج من بيننا من أراد أن يصور واقعه بصور غير واقعية عن مسكنه، لمأرب في نفسه فجاء بغير الصدق ونشر وادعى عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما لا يمت للحقيقة بواقع، وقد قامت الجهات المسؤولة حرصاً منها على مساعدته وتبيان أمره بتعقب ودراسة حالته فوراً، فوجدت عكس ما ادعى تماماً؛ لذلك نقول لأولئك الذين ينشرون بهدف الدعابة صوراً وعبارات لا يدركون عواقبها إن الهزل في غير محله تحت أي ظرف غير مقبول أبداً، وليس من الوطنية بشيء، أما لمن كذب وادعى فنقول بأن السيول في كل دول العالم تجري وتخلّف الفيضانات والكوارث والأزمات، وهذا ليس بالجديد وإن حدث بعض الضرر الذي لا يكاد يذكر في دولتنا هنا أو هناك، فإن الجهات المختصة قد قامت بدورها على أكمل وجه ولله الحمد ، فقد أمنت ووفرت المساكن والمعيشة الكريمة وتعاملت مع كل الحالات بما يمليه الواجب وأكثر، أما من يسيء استخدام بيته ويعبث بمنزله ولا يحسب حساب موسم المطر، أو أي طارئ مناخي فالمسؤولية تقع عليه والصدق في مثل هذه الأحوال منجاة.
aaa_alhadiya@hotmail.com