الوطن سفر الخلود
شيخة الجابري
غداً يكتمل العام الـ46 لوطننا الحبيب، ويحتفل أبناؤه بكل ما تحقق من إنجاز لعلّ أهمه، بل أعظمه «الاتحاد»، هذه القيمة العليا التي تجمعنا سبع إمارات هي جسدٌ واحد، وقلب واحد، وروح واحدة، تنبض من أقصى الوطن إلى أقصاه بحب الإمارات وقادتها الكرام، وتستذكر بعميق الفخر، والاعتزاز، والمحبة الخالصة مآثر القادة المؤسسين، طيّب الله ثراهم، الذين أسسوا الاتحاد، وراهنوا على قوته، وبقائه، ومنعَته، واستمراره، فنجح الرهان ليستريحوا في رحلتهم الخالدة بعيداً عنّا، وفي قلوبنا وأرواحنا باقون، وخالدون.
غداً يلبس وطني حلّته البهيّة بعد أن احتفى بشهدائه الأبرار يوم أمس، وقلّد القادة الكرام ذوي الشهداء وسام الفخر والمجد، في تلاحم بين القيادة والشعب شهدته ساحة الكرامة في العاصمة الغالية أبوظبي، مشهد ٌ للوفاء، والتلاحم، والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد الذين نسجوا الحب أسطورة من الولاء تُثلج الصدور، هناك في ساحة المجد والعزّة ارتفعت الأيادي متضرعة لله تعالى أن يرحم شهداءنا الأبرار، وينزلهم المنازل العليا من الجنة، في مشهدٍ مهيبٍ تداعى لهُ الدمع السّخي حباً وانتماء.
إن للإمارات حضوراً نتباهى به بين الأمم، هي المركز الأول بما قدّمت لأبنائها ولمحيطها الخليجي، والعربي، والدولي، نحن نلمس هذا الحب كلما تنقلنا من بلد إلى آخر، نلمس ما زرعه زايد الخير، طيب الله ثراه، وإخوانه الراحلون، ومن جاء بعدهم من قادة بذلوا ويبذلون الكثير من أجل سعادة أبنائهم، ورفاهِ معيشتهم، وجودة صحتهم وتعليمهم، وكفاءة حضورهم فكانوا المثال والقدوة، وصاروا أيقونة الإنجاز، والإعجاز.
وللإمارات مكانتها التي يعرفها العالم، ويشهد بها الفضاء الذي ارتاده أبناؤها، والمبادرات الإنسانية التي لم يسبقها إليها أحد، اليوم نحنُ نفخر بأننا أبناء هذا الوطن المختلف في حضوره، وتأثيره، ووجوده، وتقدمه، وتطوره الذي تشهد به المراكز العالمية المتقدمة التي يحصدها تقديراً لما يحققه من منجزات يقف الكثيرون عندها بإعجاب ودهشة.
اليوم يتوحد أبناء الإمارات، كما هم متحدون قلباً واحداً، وراء قيادة واحدة، يجددون قسم الولاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وللوطن العظيم يكتبون سفرَ الخلود، لأن الوطن هو الخلود.
Qasaed21@gmail.com