«بابا زايد»
ابن الديرة
الفيديو متداول منذ زمن، وهو يثير إعجاب الجميع، وربما أثار استغراب البعض، من لا يعرف الإمارات، ولا يدرك عمق العلاقة بين قيادتها وشعبها من جهة، ولا يدرك، من جهة ثانية، مدى المحبة والأخوة والصداقة في مجتمع الإمارات، مواطنين ومقيمين. في الفيديو المذكور يحاول مشتر مفترض، كونه كان يختبر البائع، صاحب الدكان، سوم وشراء صورة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويصل السعر المقترح إلى مئة ألف درهم والبائع لا يبيع، فالصورة عزيزة عليه وعلى أبيه، صاحب الدكان معه وقبله. هي عزيزة لأنها صورة «بابا زايد»، وهذا ما أكده وأصر عليه الأب الذي كان، أول الحوار، خارج المحل.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كعادة سموه في تكريم الكرماء، فاجأ أهل المحل بزيارة جميلة، هي بالتأكيد مما يخلد في قلب الوطن ويضيء ذاكرته. حركة تلقائية لا تصدر إلا عن قلب جميل كبير، وها هو محمد بن زايد، يعبر، بحب وصدق، عن شخصية دولة الإمارات، تماماً كما رسم وقرر وأراد زايد الخير، طيب الله ثراه.
ما الذي جعل هذا البائع الأفغاني الطيب يتمسك بصورة الشيخ زايد ولا يبيعها، ولو بمضاعفة المبلغ المعروض أضعافاً مضاعفة؟ ما الذي يجعل شعور كل مقيم، ككل مواطن، تجاه دولة الإمارات، ومؤسسها الزعيم الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيادتها الكريمة؟
هذه الأسئلة لا يمكن أبداً أن تحير من يعرف دولة الإمارات، ورسالة دولة الإمارات حقاً، إمارات النسيج الاجتماعي الفريد والمتفوق، وإمارات التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، إمارات العيش المشترك لمختلف الأجناس والأعراق والأديان والمذاهب واللغات، عيشهم جميعاً معاً في أجواء طبيعية، ملائمة وغير ضاغطة.
ولقد عبر عن كل ذلك، وأكثر منه، محمد بن زايد، فأوجز وأعجز.
هذه هي إمارات الحضارة والمبادئ والأخلاق والسياسة المتوازنة. هذه هي إمارات الحرية والسلام والعدل وسيادة القانون. هذه دولة المؤسسات، ودولة الريادة والابتكار والطموح العلمي الذي لا تحده حدود.
وبكل محبة واعتراف بالآخر، قال محمد بن زايد، القائد الاستثنائي الذي يهتم بتفاصيل التفاصيل في حياة وطنه وشعبه ومجتمعه إنه سعد بزيارة تاجر سجاد أفغاني في سوق الميناء في أبوظبي، التاجر الذي أبى بيع صورة الشيخ زايد، مشيراً إلى وجه أغلى وأعز الناس وهو يقول: هذا بابا زايد.
وكأن التاجر الأفغاني يقول إن اعتزازه ب«بابا زايد» كبير، وإن صورة الشيخ زايد لديه لا تقدر بثمن.
إنه «بابا زايد» الغائب الحاضر، القائد الذي يزيدنا رفعة وغنى كل يوم حتى في الغياب، الرجل الذي ألف القلوب، وحقق التقدم، وصنع الفرق.
ebnaldeera@gmail.com