مقالات عامة

باريس تحتفي بالشارقة

يوسف أبولوز

معرض باريس الدولي للكتاب يحتفي بالشارقة ضيفاً مميزاً على دورته الجديدة، وسط تظاهرة ثقافية تجمع ثقافات العالم ولغاته في مدينة النور باريس، التي رحبت بمدينة الأنوار.. الشارقة.
زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجناح الشارقة، أمس، هي الأولى، واستقبله في الجناح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. زيارة تحمل الكثير من الدلالات الثقافية، ولها أثرها الإعلامي الإيجابي على مستوى العالم، انطلاقاً من أجمل نشاط يجمع البشرية والإنسانية على الخير والجمال والمحبة، وهو الثقافة.
أكتب الآن في الحادية عشرة صباحاً، وبالضبط من قلب جناح الشارقة بالمعرض في باريس.. ولو كان القارئ يسمع صوت الكلمات، لكان بإمكانه الآن أن يسمع، ومن هذا الصباح صوت موسيقى عربية حية هي البدء الصباحي لفعاليات اليوم، أما الجناح، فقد تحول إلى خلية عمل، ولعله الأكثر حيوية ميدانية في المعرض.
ميزة هذا العام أن وفد الشارقة إلى معرض باريس هو الأكبر قياساً إلى كل المشاركات السابقة في معارض الكتب الدولية، فالوفد يتألف من أكثر من 40 كاتباً وكاتبة من الإمارات والعرب المقيمين في الإمارات، يضاف إلى الوفد إعلاميون عرب، وعدد من ممثلي اتحادات كتاب العرب.. وكل هذه الكتلة من الأسماء الإماراتية والعربية التأمت في جو ثقافي بالغ الحميمية في جناح الشارقة، وفي اليوميات الحياتية المشبعة بروح الفن والشعر والصداقة.
برنامج الشارقة في المعرض، والذي بدأ أمس الجمعة، ويستمر على مدى أربعة أيام حافل بالفعاليات المكثفة يومياً وعلى مدى اليوم، وعلى رأسها «حلم زايد»، وهو كونشيرتو إماراتي مكون من ثلاثة مقاطع، لكل مقطع صيغة موسيقية حافلة بالمعاني والدلالات، وعلى رأس الفعاليات أيضاً أمس الندوة الاحتفالية والتي جاءت بعنوان «زايد الخير»، وتحدث فيها محمد المر، وجاك لانغ وأدارها د. علي بن تميم، وتلقي الضوء على إنجازات ومكارم المغفور له الشيخ زايد.
الجديد أيضاً في هذه الدورة، أن هيئة الشارقة للكتاب قد نقلت إلى الفرنسية حوالي 30 عنواناً لكتاب وكاتبات من الإمارات، تتقدمها كتب صاحب السمو حاكم الشارقة، إضافة إلى بعض العناوين لكتاب عرب مقيمين في الدولة ترجمت إلى الفرنسية.
الحضور المميز للشارقة في باريس وراءه تاريخ إمارة الثقافتين العربية والإسلامية، ووراءه تراث عريق يعود إلى أكثر من ثلاثة عقود بنت خلالها الشارقة مفاهيم عالمية حضارية، في ما يتصل بالثقافة والآداب والفنون.. واليوم في باريس، تلتقي عراقة وذاكرة المدينتين في هذه اللغة والمفردات والأفكار العالية ذات القيمة الإنسانية نحو ثقافة التسامح والتشارك والمحبة، التي هي جوهر أي ثقافة في جهات العالم كلها..

yabolouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى