بين الأمل والرجاء
شيخة الجابري
معلقون نحن بين الأمل والرجاء، وبينهما الخوف مما لا نعرف، يضعنا الله تعالى في اختبارات كثيرة، ومواقف عديدة منها علينا أن نتعلم الصبر، والتأني، والتفاؤل، والإيمان قبل كل ذلك بأن ما عند الله خير للبشرية جمعاء، فالله تعالى يحبنا كما تقول خالتي «عليا»، ويسخّر لنا كل الأشياء الجميلة من حولنا، ويُلهمنا الحكمة في المواقف التي قد نتعرض لها، ومن هنا أيضاً فإننا كبشر نحمد الله كثيرا ًعلى عديد النّعم التي تحيط بنا، وتمنحنا كل يوم أملاً جديداً في غد أفضل، ومستقبل أبهى.
ولأننا ضعفاء من الداخل، نختلف في رد الفعل بحسب الظروف والمواقف التي نقع فيها، أو نتعرض لها، فعندما يبتلي الله تعالى قريباً لنا بوعكة صحية علينا أن نتعلم أن الصحة نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب منّا المحافظة عليها بشتى الطرق، وألاّ نفرّط فيها، وأننا كلما كبُرنا كلّما كنّا عرضة لتعب أو إرهاق أو ما لا نعلم مما تحمل الأقدار.
وعندما يبتلي الله تعالى الزوجة مثلا برجل لعوبٍ، أو غير عابئ بها أو بأبنائه فعليها أن تتماسك، وأن تفكر في الاستثمار في الأبناء، وألا تكون عالة على الزوج بمشاعرها التي قد تؤدي بها إلى المهالك، وعلى الزوج كذلك أن يعود إلى الله، وإلى رشده، ويؤمن بأن الأمل في أن تعود حياته في بيته كما يريد، أفضل من هروبه خارج المنزل الذي ربما كان جنته الحقيقية لكنه كابر، وغفل عن النعم التي بين يديه ففقد وفقدت الزوجة الأمل، وبقيت بحبل الرجاء متعلقة ولا تعلم إلى متى.
بين الأمل والرجاء تحدث مواقف كثيرة، ويجب على الإنسان الإيمان بذاته وبقدرته على أنه يستطيع التجاوز، والعبور إلى بر الأمان، متسلحاً بالرجاء، طارداً المخاوف من روحه، مؤمن بأن الحياة تستحق المغامرة، وأن المغامرة يجب أن تكون مدروسة وواقعية متكئة في كل حالاتها على إيمان عميق بأن الله تعالى يحبنا جداً حتى وهو يضعنا في أقسى الاختبارات، نعم الله يحبّنا لذا علقنا بين الأمل والرجاء لأن هناك انفراجات عديدة لكننا لا نراها، كما تقول خالتي «عليا» شفاها الله.
Qasaed21@gmail.com