تحضيرات الحرب على غزة
يونس السيد
الحشود والمناورات التي يقوم بها جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة، وما يرافقها من تهديدات أطلقها بنيامين نتنياهو، ليس فقط بتحميل فصائل المقاومة مسؤولية أي عمل عسكري انطلاقاً من القطاع، وإنما بنقل المعركة إلى سوريا ولبنان لاستهداف الفصائل المتواجدة هناك، كلها توحي بأن جيش الاحتلال يستعد لحرب عدوانية جديدة من المؤكد أنها ستكون أكثر وحشية، وقسوة، من سابقاتها.
يدرك نتنياهو وقادة الاحتلال، أن عملية تفجير نفق خان يونس التي أودت بحياة عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين، لن تمر من دون رد من جانب فصائل المقاومة، لكن طبيعة هذا الرد ومكانه وتوقيته، من الأمور غير الواضحة للاحتلال الذي بات يخشى من حدوث مفاجآت غير متوقعة، في وقت تتجه الأنظار إلى الشمال حيث الموضوع اللبناني هو الأكثر سخونة، مع تزايد الحديث عن إمكانية توجيه ضربة محتملة ل«حزب الله»، وما يحمله ذلك من مخاطر فتح جبهتين شمالاً وجنوباً في آن واحد.
التصعيد «الإسرائيلي» مع قطاع غزة سبق عملية النفق، واستمر بعدها، والتجهيزات لحرب جديدة محتملة مع قطاع غزة جارية على قدم وساق، لكن يبدو أن الظروف الإقليمية والدولية، وحتى الأزمات الداخلية «الإسرائيلية»، وما يتردد عن قرب الإعلان عن مشروع التسوية الأمريكية المنتظرة، قد تدفع الاحتلال إلى تأجيل إشعال هذه الحرب، ريثما تحين الظروف المناسبة، وبالتالي فإن هذه التعزيزات والحشود والتدريبات البرية على حدود القطاع، إلى جانب تزايد الأنشطة البحرية والجوية، قد يكون هدفها الإبقاء على حالة الشد والتوتر حتى تحين الظروف المناسبة، مع الإبقاء على الجاهزية المطلوبة لمنع الرد المتوقع من جانب فصائل المقاومة.
لكن يبقى السؤال مطروحاً حول التهديدات التي أطلقها نتنياهو بشأن ملاحقة فصائل المقاومة، وربما القيام بعمليات اغتيال لبعض قادتها في الخارج، فالاحتلال أعلن صراحة أنه لن يلتزم بهدنة الجنوب السوري التي تم تثبيتها مؤخراً باتفاق أمريكي- روسي- أردني، مبقياً الباب مفتوحاً أمام ضرباته الجوية والصاروخية ضد أي هدف في سوريا، وفي أي وقت، بينما المواجهة مع «حزب الله» تقترب أكثر من أي وقت مضى.
فصائل المقاومة ردت بأنها لا تخشى التهديدات، وجددت تأكيدها أنها سترد على عملية النفق، فهل تتدحرج كرة النار من بين هذا التراشق الإعلامي، أم أن الاحتلال يناور على الحدود الجنوبية من اجل فتح حرب جديدة في الشمال، أم أنه ربما يخطط للحرب على الجبهتين معاً، وبالتالي هل يستطيع نتنياهو خوض الحرب على الجبهتين وسط تقارير عن اختلالات ونواقص كثيرة في جيشه، بما في ذلك تقرير «مراقب الدولة» الذي يشير إلى عدم جاهزية الجيش، أم أن تهديداته هي للتخويف والردع في هذه المرحلة، على الأقل؟ سؤال يبدو أنه لن تطول الإجابة عنه، فالأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.
younis898@yahoo.comOriginal Article