قضايا ودراسات

ترقيات الشرطة

ابن الديرة

كلمة حق واجبة في العيون الساهرة، العيون التي ترى من أجل أمننا، مجتمعاً ووطناً. المدخل مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتعليمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بشأن ترقيات ضباط وضباط صف وأفراد شرطة أبوظبي. هذه مناسبة تتيح الفرصة لنتذكر هذه الفئة العزيزة التي تعمل في صمت، وفي الظل، من غير ضجيج، نحو تحقيق الأمن والاستقرار، وتأمين الحياة الآمنة للفرد والأسرة في الإمارات، ما أسهم في حماية بيئة التنمية، وجعلها، على مدى الأيام والعقود، أكثر خصوبة وتأهيلاً. لقد تطورت مؤسستنا الشرطية وأجهزتنا الأمنية أضعافاً مضاعفة، وحققت وزارة الداخلية وقيادات الشرطة في الإمارات مفهوم الأمن بمعناه المعاصر الشامل، مستفيدة من أفضل الممارسات العالمية، ومن كون الإمارات دولة مبادرات وريادة وسبق وانتماء للمستقبل.
تطورت مؤسستنا الشرطية بأيد وطنية مخلصة وخبيرة، وحققت في عنوان التوطين مقروناً بالتدريب والتعليم المستمر ما لم تحققه، في كثير من الأحيان، مؤسسات مدنية، وعبر علاقات متميزة ومدروسة، أصبحت «الشرطة» صديقة للمجتمع، لا في الشعارات والأدبيات فقط، وإنما في الحقيقة والاشتغال اليومي والاستراتيجي، وتحول ذلك إلى شعور غامر يلمسه كل منتم للمنظومة الشرطية، على مختلف الرتب والاختصاصات والمهام، كما يلمسه الناس في كل مكان، ومواطنين ومقيمين.
ومن غرس القائد الرمز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ازدهر، على مرور ونضج التجربة، التعليم الشرطي، والتعليم الشرطي العالي، ورسخت، أكثر وأبعد، هذه التجربة في عهد خليفة بن زايد وبتوجيهات ودعم منه، في ظل خطة علمية وعملية من سماتها التناسق والاتساق، حتى أصبحت مؤسستنا الشرطية الوطنية مدرسة وجامعة بالمعنى الحقيقي والمتقدم.
أهل الشرطة، وفيهم الرجال والنساء في تطبيق لافت لمسألة التوازن بين الجنسين، يمثلون الأنموذج الأمثل لفلسفة الموارد البشرية حين توظف توظيفاً صحيحاً، وحين تكون، بالفعل، أبعد من عامل مساعد في عملية التنمية، لتكون جزءاً أصيلاً منها.
أهل العيون الساهرة، في مناسبة الترقية وفي كل مناسبة، يستحقون من مجتمعهم كلمة شكر وتقدير. لقد أعطوا وبذلوا وأسهموا أجمل الإسهام في بناء دولة الإمارات، كما أسهموا كثيراً وبعيداً في حماية القوانين والأنظمة، عبر الإشراف على تطبيقها، بيقظة ومهارة ومحبة. مبروك الترقية، وإلى المزيد، إن شاء الله، من التألق والتوفيق.
وإذا كان لا بد من كلمة للشباب، فهي موجهة إلى جميع فئات مجتمعنا، خصوصاً الطلاب والشباب: الخيار الأوحد التزام الأنظمة والقوانين، والتعاون مع المؤسسة الشرطة، فعيونها إنما تسهر من أجل سلامتنا ويقظتنا في حاضر كبير هو بشارة مستقبلنا الكبير.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى