قضايا ودراسات

تسوُّل مُتجدِّد

راشد محمد النعيمي

رغم تنوع وتعدد قنوات الخير وسهولة الوصول إليها حتى دون أن تغادر باب منزلك، إلا أن التسول بمختلف أشكاله وصوره لا يزال يمثل ظاهرة خلال شهر رمضان أما سر بقائه فهو في تعامل الناس مع أفراده بدلاً من التوجه إلى القنوات الرسمية لتوجيه زكاتهم وصدقاتهم ومساعداتهم حيث تجد من يحسن استغلالها وتوجيهها لمن يستحق بدلاً ممن يتخذون التسول مهنة يتكسبون منها، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل الذي يعد ذروة موسم التسول.
ورغم جهود الجهات المختصة في مكافحة ظاهرة التسول، إلا أن تعاون المجتمع كفيل بالقضاء نهائياً عليها إذا ما عرف الناس أن من يمثل أمامهم أنه محتاج هو في الحقيقة مدعٍ اختار الطريق الأسهل لجمع المال واستغل تعاطفهم والأيام المباركة التي يبحث فيها الناس عن الأجر والثواب بمساعدة محتاج أو التصدق لكنهم للأسف لا يحسنون الاختيار ويسهمون عن غير قصد في بقاء هذه الظاهرة بصور متجددة وبأساليب مختلفة تصعب من عملية ضبط المتسولين، نظراً لتفننهم في اختيار الطرق والأماكن والأوقات والقصص التي ينسجونها كي يجنوا تعاطف أفراد المجتمع.
وزارة الداخلية ممثلة بالقيادات العامة للشرطة في الدولة وقطاعاتها الرئيسية المعنية أطلقت مشكورة قبل أيام حملة تحت شعار «كافح التسول وساعد من يستحق» بمناسبة اقتراب رمضان المبارك هدفها الحد من آفة التسول وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والتوعية بخطورة التجاوب مع المتسولين وتكثّف الفرق الشرطية والأجهزة المعنية دورياتها وتعزيز حضورها وحملاتها الإعلامية التوعوية الشاملة، لكننا بحاجة إلى اتفاق مجتمعي على خطورة الظاهرة وتجاوب عبر القنوات التي تطلقها الداخلية للتبليغ عن هؤلاء، واضعين نصب أعين أبناء المجتمع أهمية الحرص على مكافحة هذه الآفة وكل الظواهر السلبية التي تسيء إلى الوجه الحضاري المشرق لدولتنا، لأن التسوّل صورة من صور النصب والاحتيال باتباع أساليب مخادعة لاستجداء عاطفة الناس.
إذا أردنا التخلص من هذه الظاهرة المقلقة التي قد تتطور لتشمل جرائم أخرى تهدد أمن واستقرار المجتمع، علينا جميعاً أن ندرك خطورتها ونسعى لتطويقها، ونوعي من حولنا بخطورة مساعدة المتسولين تحت ضغط العاطفة والتوجه للقنوات الرسمية الموثوقة التي باتت علامة بارزة في العطاء الإنساني والخيري لنسهم في دعمها.

ِALNAYMI@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى