قضايا ودراسات

تعجيزيات تطوير المناهج

عبداللطيف الزبيدي

هل يعرف «جوجل» عدد الكتب التي ألفت في العلوم التربوية والمناهج، في لغات العالم كلها؟ حدساً تتجاوز مئات الألوف. من بينها كتيّب في سبعين صفحة لا غنى عنه لأي نظام تعليم يريد دخول المستقبل.
يبدو أن النموذج التربوي السائد هو «أذن من طين وأذن من عجين»، وإلا فإن هذا الكتيب صدر سنة 1999، وترجم إلى العربية ونشرته دار «توبقال» المغربية، وكأن شيئاً لم يكن. منظمة اليونيسكو عهدت آنذاك، إلى المفكر الفرنسي إدجار موران ، بتدوين خلاصة فلسفته في التربية، فاستجاب تحت عنوان: «المعارف السبع الضرورية لتربية المستقبل».
عندما يُفرغ العقل من القراءة، يدرك أن تربية الإنسان المنتشرة في كوكبنا «فالصو».
أغلب الظن أن المعضلة الكبرى في العمل بقيم هذا الدليل ، هي أن من يفكر في التطبيق يسأل نفسه: هبني سلكت هذا الدرب، فهل ستكون الأجيال المتخرجة قادرة على العيش في عالم تسوده القيم المضادة؟ المعرفة الأولى (أي التعجيز الأول): في تطوير التعليم، يجب دراسة الخصائص الذهنية والثقافية في المعارف الإنسانية وآثارها النفسية التي توقع الأدمغة في الخطأ والوهم.
الثانية: من الضروري تنمية الاستعداد الطبيعي في الذهن لإدراك العلاقات والتأثيرات المتبادلة بين الجزئي والكلي في عالم معقد. الثالثة: تعليم الوضع البشري، فالإنسان كائن مادي، بيولوجي، نفسي، ثقافي، اجتماعي وتاريخي. التعليم يجزئه في المناهج المقررة، يجب أن يدرك الطالب هويته المركّبة والمشتركة مع الآخرين. الرابعة: الهوية الأرضية: يجب تعليم الأجيال أن سكان الكوكب خصوصاً في هذا القرن، مشتركون في مصير الحياة، ما يهمله التعليم.
الخامسة: تهيئة الأدمغة لتوقع غير المنتظر من الأخطار. السادسة: تعليم الفهم. كل مشكلات البشر سببها عدم الفهم والتفاهم. السابعة: أخلاق البشر، الفرد وعلاقته بالمجتمع والنوع.
لزوم ما يلزم: النتيجة العملية: منهاج يتطلب ثلاثين سنة من إغلاق المدارس ريثما يُعدّ البديل، لنبدأ من تعليم «ع الزيرو».

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى