قضايا ودراسات

تفوق إضافي

ابن الديرة

نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في انتزاع مركز متقدم جديد على المستوى العربي، اقتصادياً، وحصلت على المركز الأول في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى الدول العربية، خلال العام الماضي ٢٠١٦، بقيمة نحو تسعة مليارات دولار، وفق تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام ٢٠١٧ الجاري، الصادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات «ضمان»، أطلقته من مقرها في الكويت، وجاءت الإمارات ومصر والسعودية ولبنان في المراكز الأربعة الأولى على الترتيب.
وأي تفوق في الحياة تلزمه مجموعة مقومات وعوامل من دونها لا يمكنه أن يتحقق، تتصدرها ضرورة توفر عامل الإرادة الأكيدة، والرغبة القوية على تحقيق النجاح، والتفوق، والتميز شكلاً ومحتوى، مظهراً وجوهراً، ذاتياً وموضوعياً، لأهميتها في تجاوز الصعاب وقهر المستحيلات وتحقيق الأماني والأحلام، خاصة عندما لا يكتفي المرء بتحقيق النجاح، بل يكون طموحه منصباً على أن يبقى دائماً في المقدمة، الطليعة، الصفوف الأولى، ولا يعترف بالتالية.
وهذا الشرط متوفر إماراتياً وبامتياز، فالقيادة الحكيمة للبلاد تخطط على المديين الاستراتيجي والتكتيكي، ولديها رغبات أكيدة وغير مسبوقة في تحقيق إنجازات نوعية لبلادها وشعبها، تنعكس خيراتها على شعوب المنطقة والعالم أجمع، خاصة الدول المحتاجة والنامية، وتلك التي تتعرض للحروب والكوارث الطبيعية، وهي شديدة الارتباط بعصرها، بعلومه ومخترعاته ومستجداته وأدواته، ونجحت في قيادة عملية تأسيس وبناء وتنمية، أثارت إعجاب دول العالم قاطبة، وشعوبه.
وللتفوق الإماراتي قواعد متينة انطلق منها نحو المجد، والرفعة، والسمو، تجسدت في كل ما أنجزه الشعب، وقيادته الرائعة، في طول البلاد وعرضها، وأبرزها على سبيل المثال لا الحصر، المطارات العالمية، والموانئ التي تستوعب السفن العملاقة، والطرق الطويلة النموذجية، والمستشفيات والمراكز والعيادات الصحية المجهزة بأحدث ما وصلته التكنولوجيا المتقدمة، والجامعات والمراكز العلمية والمدارس، ومراكز التسوق، وآلاف المؤسسات الخدمية الحكومية الراقية، والذكية، والأندية والمؤسسات الثقافية والرياضية، والقائمة تطول.
ولعل أصلب هذه القواعد، وأكثرها منعة وفاعلية وتأثيراً هو الإنسان الإماراتي الذي تفوق على نفسه، واستجاب لجميع مراحل بناء الدولة بعد تأسيسها والانطلاق بها إلى مرحلة التمكين، فالتحضير للمستقبل بمعطيات الحاضر، ضماناً لمستوى معيشي لائق للأجيال القادمة، وكان عند حسن ظن قيادته فيه، وإيمانها بأنه أفضل استثمار على الإطلاق.
وكما تعلمنا من القيادة الشابة الحكيمة، فإن تحقيق الإنجازات والتميز والمراكز الأولى ممكن وليس مستحيلاً، لكن الصعوبة والتحدي الأكبر، يكمن في الحفاظ عليها، والتمسك بها، والانطلاق منها نحو تحقيق المزيد.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى