قضايا ودراسات

جريمة مُدانة

ابن الديرة

سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى إدانة الجريمة الإرهابية الشنيعة، التي اُرتكبت في رفح، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء الجيش العربي المصري الباسل، الذي يؤدي واجبه بأمانة منقطعة النظير، في مواجهة الإرهاب وفكره الظلامي وأربابه ومناصريه من الدول والجماعات المارقة المرتزقة، أعداء الله والإنسانية والخير والاستقرار والنماء والازدهار.
وهذا الموقف الإماراتي الأصيل ليس جديداً على دولة، بات التصدي للفكر التكفيري الأسود، ومريديه والمنتفعين منه، الذين يحاولون بناء مجدٍ زائف من خلاله، جزءاً أصيلاً من سياستها وعلاقاتها الخارجية، والتي تشكل إضافة قوية للقوى المعادية للإرهاب والإرهابيين، تدعمها بلا حدود، وتحدد قوة علاقاتها مع الدول بمقدار تصديها لأعداء الإنسانية الذين يريدون وقف قطار التاريخ وحرفه عن مساره، حتى لو كلف هذا العمل الدمار للبشرية وأمنها وإنجازاتها.
لصالح من يعمل الإرهابيون الظلاميون التكفيريون الذين يجففون أنهار الماء الذي جعله الله سبباً للحياة واستمرارها، ليحولوها إلى أنهار من الدماء، رخيصة عليهم وغالية على أهلها، وكل من ينتمي إلى البشر ويسبح بحمد الله؟
مسؤولية الدماء الغالية التي روت الأرض العربية الغالية في رفح لا يتحملها المجرمون الذين نفذوا الاعتداء مباشرة فقط، بل يُدان فيه كل من وفّر أسباب الحياة والبقاء لهؤلاء المرتزقة المعتدين، بالإيواء وتوفير الغطاء الفكري والدعم السياسي لجرائمهم البشعة، ومنحهم الدولارات بلا حساب، وعلى رأسهم النظام القطري، الذي وضعته دول: الإمارات والسعودية والبحرين ومصر في قفص الاتهام، وأدانته أمام المجتمع الدولي كاملاً، بما ارتكبت قياداته المتعاقبة من جرائم لا يمكن أن يفلت من المحاسبة عليها، وتحمله نتائجها بالكامل.
تمسك هذه الدول بحقها في حماية شعوبها وضمان أمنها واستقرارها، وفرص الحياة الكريمة لأبنائها، حاضراً ومستقبلاً، كان عنوان ردها على تلاعب قادة قطر ومحاولاتهم التذاكي وممارسة لعبة التفاوض والسياسة، وفات على فطنتها المصطنعة، غير الأصيلة، أنها أمام دول خليجية تعبت وضحت وجاهدت، إلى أن وصلت بشعوبها إلى مكانة يحسدها عليها الكثيرون، ومنهم أبناء الشعب القطري الشقيق المحروم، وأمام مصر التي تتحمل أمانة الأخ الأكبر للعرب أجمعين، ولقضاياهم الكبرى، وعلى رأسها قضية الشعب العربي الفلسطيني، التي وقفت فيها بالمرصاد في مقدمة المدافعين عن حقوقه المغتصبة، وكل القضايا القومية الأخرى التي دافعت فيها عن حقوق الشعوب العربية في العيش الكريم والآمن.
جريمة رفح المُدانة لن يفلت من تبعاتها النظام القطري الذي يحسب أن العز والمجد والشهرة تتحقق بكثرة الأصابع التي تشير إليها، ونسيت أو تناست كالعادة، وغاب عن ذهنها الشارد، أن هذه الأصابع يمكن أن تشير إليها بالاتهام والإدانة.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى