حراك الغد الأجمل
عبدالله الهدية الشحي
يقال إن الناس يتكلمون عن الناجح بما لا ينبغي عندما لا يملكون ما يملك، وحين يعجزون أن يكونوا مثله وعندما لا يستطيعون الوصول إليه، ويقال إن هناك من لا يعرف ماذا يريد، ومن يعرف ماذا يريد ولكنه لا يعرف الطريقة، وهناك أيضاً من يعرف ماذا يريد ويعرف الطريقة لكنه لا يعمل، ومن يعرف ماذا يريد ويعرف الطريقة ويعمل لكنه يتأثر بآراء الآخرين فيتوقف عن العمل، ومن يعرف ماذا يريد ويعرف الطريقة ويعمل حتى يصل إلى النجاح ويكتفي بذلك ليفقد مع الأيام كل شيء، وأخيراً هناك من يعرف ماذا يريد ويعرف الطريقة ويعمل ويحقق النجاح، ويؤمن بأن النجاح يفتح أبواباً متعددة ومتنوعة للنجاح، تماماً كما هو حال الإمارات التي أدركت ماذا تريد، فحددت الأهداف ورسمت الاستراتيجيات وحققت النجاحات المتتالية ولاتزال تعمل بكل إصرار من أجل الغد الأجمل والمستمر، بتنميته المستدامة وبطموحه الذي لا يتوقف أبداً، وبرهانه الواثق بقدرات أبنائنا الطلاب، المؤمن بقدراتهم الإبداعية وبمستقبلهم الزاهر بإذن الله بمعجزاتهم الخارقة وإنجازاتهم الخلاقة.
هكذا هي الإمارات دائماً لا تأبه بما يدعيه الإعلام الضال، أيّاً كان مصدره وتبعيته، ولا يهمها قول المتقوّل الحاقد أينما كان قوله أو تغريده، ما دامت تمضي إلى المبتغى المنشود بخطاها الواثقة، وبيقينها بقدرات أبنائها في مختلف مراحل أعمارهم، فالمتتبع للحراك التنموي لرأسمالنا البشري الذي يجسد الواقع المتطور، ويستشرف الغد الأجمل الذي جرى طوال هذا الأسبوع على سبيل المثال، يدرك قيمة الإنجاز الذي تحقق ومدى أهمية الرؤية التنموية الحالية والمستقبلية الواضحة لقيادتنا الرشيدة تجاه أبنائنا الطلاب، ويكفينا هنا أن نعرج نحو ذلك الجزء من أعمال ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، والذي عقد في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي بتنظيم من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، والذي شدد على أهمية إعداد الكوادر الوطنية بما يتناسب مع احتياجات المستقبل.
فقد شهد الملتقى في هذا الجانب الإعلان عن إطلاق مبادرة «سفير المستقبل»، التي يتم من خلالها تأهيل مجموعة من طلاب مدارسنا أكاديمياً وعلمياً ومهنياً، ثم تخريجهم ليكونوا دبلوماسيين محترفين ومتمرسين، يمثلون دولتنا خير تمثيل على الصعيد الدولي.
ولنا الحق أيضاً ونحن نذكر ما تم أن نستعرض من جانب آخر ما أسفرت عنه «خلوة ال 100 الطلابية»، التي نظمتها وزارة التربية والتعليم على هامش المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي أقيم في دبي، حيث تم اختيار سبعة مشاريع رائدة ضمن مبادرة (استثنائيون ) ليتم عرضها في قصر البحر تكريماً لأصحابها بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليعبر هذا التكريم عن الحرص الدائم الذي توليه القيادة لفئات الطلاب، وعن رعاية طلابنا المبدعين والمبتكرين والموهوبين، ولنا الفخر ونحن في ذات السياق أن نشير إلى أن هذا الحراك الطلابي حدث ويحدث تزامناً مع شهر الإمارات للابتكار، الذي لايزال يطوف إماراتنا ويشهد إقبالاَ كبيراً من المتابعين والمهتمين، فقد حطّ هذا الشهر رحاله، هذا الأسبوع في الشارقة، لذا لا بد من ذكر جهد مركز الفضاء والفلك في الشارقة الذي عرضت من خلاله معدات طورها من مواد لم تعد قابلة للاستخدام، لإثارة اهتمام الطلاب بعلوم الفضاء؛ لأن الإمارات بقدرات أبنائها تعمر الأرض وتمتد إلى الفضاء، وهي تستمتع بحضارة الحياة فترى بحراك أبنائها اليوم جميلاً والغد أجمل.
aaa_alhadiya@hotmail.com