قضايا ودراسات

حماية قاصرات العالم

ابن الديرة

صندوق تمكين الفتيات على مستوى العالم، الذي أطلقته حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير التي ستشرف على الصندوق وتفاعلاته ونشاطاته، خطوة نوعية إلى الأمام، تضيف إلى الرصيد الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة مكانة دولية مرموقة، تستحقها عن جدارة وبلا منازع، بعد أن تجاوز نطاق عملها وتفكيرها ونشاطها الساحتين الوطنية والإقليمية، لتصل إلى الساحة العالمية، وتتصدى إلى واحدة من أصعب المشكلات التي تواجه دول العالم، وهي الاتجار بالبشر، وخاصة النساء والفتيات القاصرات، وفي كل الأحوال فإنها لا تقل خطورة عن تجارة المخدرات والسموم البيضاء، فجميعها معادية للإنسانية، وتستهدف الإنسان في إنسانيته في المقام الأول.
الأرقام العالمية وحدها تشير إلى رقي الفكر الإماراتي وطليعيته، فنحو 70% من ضحايا الاتجار بالبشر في العالم نساء وفتيات، وفقاً لإحصاءات هيئة الأمم المتحدة، وهناك نحو 700 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم يتزوجن قبل بلوغ سن الرشد وفق أرقام مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وهي جريمة فائقة الخطورة ونتائجها مدمرة على المدى البعيد، فهذه اليافعة لم تنضج بعد تجربة وعقلاً وفهماً لأمور الحياة، ولا تستطيع أن تربي أطفالاً وهي في مرحلة بحاجة إلى من يعتني بها ويوجهها.
وتصدي سمو الشيخة جواهر لمثل هذه المهمة، يؤكد بالفعل أنها صاحبة القلب الكبير الذي يعيش هموم العالم، بلاجئيه، ومرضاه، وفقرائه، ومناضليه الذين يجاهدون لاسترداد حقوقهم الوطنية كما في فلسطين، لا يثنيها حجم العمل الجبار المطلوب ليقف صندوق تمكين الفتيات على قدميه وينجز، وإنما تتوكل على الله مستمدة عزمها من الإنسان صاحب القلب الكبير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يدعمها في كل خطوات الخير والإنسانية هذه، ومن توجهات وسياسة القيادة الحكيمة للبلاد، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، صاحب المشاعر الإنسانية المتدفقة التي تغطي قارات العالم وتفيض، ومن خلفها شعب معطاء، كريم، متسامح إلى أقصى الحدود، وتجده خير نصير وقت الشدة.
نحن جميعاً يجب أن نكون أعضاء في صندوق تمكين الفتيات، ندعمه بالعمل وليس بالمال فقط، فالاتجار بالبشر جريمة وافدة هنا رغم أنها محدودة، إلا أننا يجب أن نتصدى لها بكل جهد ممكن، ونوثق علاقاتنا بالجهات الأمنية والإنسانية المعنية بمحاربة استغلال المرأة والفتيات والقاصرات في أعمال لاإنسانية، ونفضح كل متاجر بالإنسان، أولئك الذين يعيشون في عصور الرق والعبيد، لا يجدون طريقاً حلالاً للعمل والكسب الحلال، فيدمرون آدمية من أحسن الله سبحانه وتعالى تكريمهم.
مجدداً، كل الدعم لصاحبة القلب الكبير ونشاطاتها الإنسانية الراقية، التي تعزز مكانة الإمارات بين دول العالم، وتحافظ على طليعيتها.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى