قضايا ودراسات

خدمات ١

جمال الدويري
طريقة تقديم الخدمات الجديدة «خدمات ١» والتي بدأت الحكومة بتوفيرها خطوة تعكس جدية القائمين على هذا المحور في الحكومة لإبقاء حالة الخدمات في تطور دائم وصولاً إلى أن تكون الخدمة تحصيل حاصل، كأن تكون منفذة قبل أن تطلب.
أبرز ما ورد في «خدمات ١» أنها تجمع ١٤ جهة اتحادية ومحلية في شباك واحد بحيث يتسنى للمراجع الذي لديه معاملات في كل هذه الجهات أن ينجزها من مكان واحد دون تكبد عناء التنقل بين الدوائر أو بين الشبابيك.
كثير من الدول ما زالت تتمنن على مواطنيها بالخدمات، وتقدمها بطريقة تقشفية ترهق طالبها وتبعث في نفسه الملل والإحباط في كثير من الأحيان، وكأن لسان حالها فليتحمل ما دام يحتاج للخدمات، ولكن الدول الواعية تسعى إلى راحة أبنائها وتذليل كل الصعاب التي قد تواجههم.
«خدمات ١» التي دشنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يعد مركزاً نموذجياً للخدمات الحكومية يضم 14 جهة حكومية إلى جانب تقنية واتسون للذكاء الصناعي وروبوتات ذكية لتقديم خدمات غير مسبوقة للمتعاملين عبر موظف واحد يمثل 14 جهة حكومية ويعد هذا المركز مختبراً لتجربة كافة اقتراحات الجمهور التطويرية.
المركز كما قال سموه بداية ستتبعه مراكز، وخطوة ستتبعها خطوات وإبداع سيتبعه إبداعات ولن نتوقف لأن هدفنا أن نكون الأول عالمياً في الخدمات الحكومية بحلول 2020.
هذا التوجه يعزز هوية الإمارات التي باتت بلا منازع بلد الخدمات الأول في الوطن العربي، وهي طالما بدأت في هذا المجال فلن يسبقها أحد وقد لا يكون أحد قادراً على اللحاق بركبها طالما أنها بدأت وعازمة على التغيير المستمر.
الإمارات حملت على عاتقها رعاية أبنائها والمقيمين على أرضها، وخدمتهم وتوفير كل سبل الراحة والسعادة وحتى الرفاهية، ولم يكن الأمر وليد لحظة بل تبلور في فكر القيادة مبكراً منذ إطلاقها برامج لمراقبة أداء الموظفين وتكريم المتميزين وترقيتهم تكريماً لهم وتحفيزاً لغيرهم ليحذوا حذوهم.
باكورة العمل ضمن هذا المجال بدأت منذ إطلاق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز ١٩٩٧ وتبعتها خطوات محلية في باقي الإمارات إلى أن أطلق برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي في العام ٢٠٠٦ وما تبعه من جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز لتكون أرفع جائزة للتميز المؤسسي على مستوى الدولة إلى أن أطلق برنامج الشيخ خليفة الجيل الرابع لمنظومة التميز الحكومي، وآلية الترشح الجديدة لجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، وأوسمة رئيس مجلس الوزراء.
إذاً الفكره عمرها يزيد على ٢٠ عاماً وهي نتاج بناء ممنهج وواع عازم على أن تحتل الدولة الرقم واحد في الخدمة، وهي كذلك طالما أبقت الأمر نصب مراقبتها وفِي حال تطور مستمر، ما قد يستدعي تخصيص وزارة للخدمات الحكومية مستقبلاً.

Jamal@daralkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى