مقالات عامة

خريجة عام زايد

محمد سعيد القبيسي

«زايد الخير».. ليس عاماً فقط؛ بل تاريخ بأكمله، لأن صاحب الذكر الطيب القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه ، صنع لمستقبل الأجيال وها هو الحاضر الذي نعيشه، ثقافة وعلماً وفنوناً، وازدهاراً معرفياً. يؤكد أننا نسير على دربه وننهل من فيض سيرته ونهجه.
وأتذكر مشهداً عظيماً مررت به منذ فترة بسيطة عندما كنت في زيارة معرض الشارقة الدولي للكتاب الأخير، والذي بات بوتقة واحدة للثقافة العالمية وقبلة للكتاب، وكنت سعيداً وأنا أقف في طابور الدخول إلى قاعات المعرض من شدة الزحام بين الطلاب والطالبات من سائر مدارس الدولة، تطوف أمواج هائلة ممن تشرق في عيونهم تطلعات نهم المعرفة وحب الاطّلاع، وما أن ولجت إلى باحة المعرض، أتطلع يمنة ويسرة لأجد طريقي لدخول إحدى القاعات، حتى استوقفتني عبارة كانت مسطرة على ظهر الزي الذي ترتديه بعض الطالبات (خريجة عام زايد)، كلمات معدودة و بسيطة في مبناها، وعظيمة في معناها، فسألت إحدى الطالبات عن هذه العبارة ومن أي مدرسة، فجاوبتني نحن من مدرسة أسماء بنت النعمان في دبي، في سنتنا الأخيرة، وقد اقترحنا نحن الطالبات أن نقوم بهذه المبادرة فوافقت مدرستنا واعتمدتها إدارة المدرسة.
بالفعل هي مبادرة جميلة من الطالبات وستبقى في ذاكرتهن وذاكرة أبنائهن وأحفادهن بأنهن تخرجن في عام زايد، ياله من فخر وسعادة بأن يكون خريجو عام 2018 هم خريجو عام زايد، حملتني تلك الكلمات إلى العودة إلى أعوام بناء الأساسات الرئيسية في بناء الدولة التي غرس مقوماتها زايد رحمه الله ، فها هي طفلة لم تدرك تلك المرحلة التاريخية لكنها ذاقت اليوم ثمار تلك الفترة فأدركت أنها هي الآن تقطف ثمار ما زرعته الأيادي البيضاء من عمل جاد، وما قدمته من أعمال في مجال التعليم والثقافة لنحصد اليوم هذا الكم الهائل من علوم وثقافة حضارية.
رحم الله زايد، أراه، وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة من أنوار الثقافة والعلوم تشع ضياء، من أرض الإمارات، لقد أصر بحكمته البالغة وتصميمه الدؤوب على تكثيف الدور التعليمي في سائر أرجاء الدولة، وسخر الثروة في تشييد المدارس والمعاهد والجامعات والمكتبات والمراكز الثقافية واستقطب العلماء والأدباء والتربويين، وتسارعت الخطى بالتشجيع والتحفيز والعطاء بسخاء من أجل تأهيل المجتمع وتسليحه بأساس البناء وهو العلم.
وها هي قيادتنا اليوم تواصل درب المسيرة. ومن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، اعتماده لميزانية الدولة للأعوام المقبلة 2018 – 2021 وقد تم تخصيص 43% منها للتعليم والصحة وتنمية المجتمع، وهذا ترجمة لتوجيهات رئيس الدولة بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين، على أرض المحبة والسلام أرض العلم والمعرفة ،أرض المستقبل المشرق بلدي الحبيب الإمارات.

Email: abudhabi@email.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى