قضايا ودراسات

خليفة

لا حرف أو كلمة. لا عبارة أو أبجدية. هذا الفرح الغامر الذي ملأ ويملأ عيون الإماراتيين وقلوبهم يستعصي على الحصر والوصف، وهذه المشاعر المتدفقة، في شكلها التلقائي اللافت، تدخل في صعوبة الوصف والإحاطة والبيان بالرغم من تلقائيتها التي تشي باليسر والسهولة، ويحتاج الإماراتيون، ومعهم كل عربي مخلص، إلى أبجدية جديدة ولغة جديدة لم تستخدم من قبل، نحو وضع وجدان شعب الإمارات الجمعي في حرف أو كلمة، عبارة أو أبجدية.
إنه خليفة السمو والمجد، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الحاضر في عقولنا ومهجنا، والحاضر في واقعنا عبر كل فعل إيجابي وقرار حكيم، الرئيس والزعيم والوالد القائد، خليفة بن زايد في مرمى البصر، هو الذي لم يغب ولا يغيب عن البصائر، خليفة الذي اشتقنا إلى وجهه وشعاعه ومعناه، إلى محبته ولطفه وذوقه، ولقد كنا، نطمئن على رئيسنا، حفظه الله، من خلال كلمات إخوانه في المناسبات جميعاً، لكننا اشتقنا إليه، وأمس، في يوم العيد الذي استحق أن يكون سعيداً، هذه المرة، كما لم يكن من قبل، غمرنا فرح لقاء الزعيم مقروناً بطمأنينة تشرح الصدر وترد الروح.
نحبك يا خليفة بن زايد، نحبك، في شخصك وفِي ذاتك، ونحبك لأنك السمو والمجد، سليل السمو والمجد، ولأنك النجل الأول للقائد الرمز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونحبك يا خليفة لأنك أعطيت وبذلت وعملت وأديت الأمانة وما زلت تؤديها على الوجه الأتم الأكمل، منذ ستينات القرن الماضي، ومنذ كنت عضد أبيك، أبينا جميعا، وساعده الأيمن، ونعرف يا خليفة السمو والمجد كم «اشتغلت»، والاقتباس من الوالد الكريم، لدى سؤال أحد الصحفيين عنك: «خليفة اشتغل».
مغزى ذلك كما يقرر الفعل «اشتغل» أن عملك، عملكما معا، لم يكن، أغلب الوقت، في ظروف اعتيادية مؤاتية. العكس هو الصحيح، فقد كانت الظروف، في مراحل منفرقة، من بناء وتطوير الدولة، ظروفاً مشاكسة، وفي تلك الأجواء، كما يقرر زايد الخير، طيب الله ثراه، اشتغلت يا خليفة يحفظك الله.
في إمارة أبوظبي وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي محيطنا الخليجي والعربي والإسلامي، بل في المحيط الإنساني من أقصاه إلى أقصاه، عملت يا خليفة السمو والمجد، ومنحت وطنك وشعبك، ما لم يمنحه قائد لوطن وشعب.
وحين استلمت، سيدي، راية العزة بعد أبيك، أكملت المسيرة المظفرة، بعقل وحكمة وروح وأداء قيادي كبير نادر، فكانت مرحلة التمكين، تمكين المواطن والمؤسسة الوطنية، وكانت هذه النهضة التي نعيش، وكان هذا الأمن والعدل، وكان هذا الطموح.
ونحبك يا خليفة السمو والمجد، ولأن حبك بلا حدود، فقد كان شوقنا بلا حدود، وفرحنا بلا حدود، وعيدنا بلا حدود.

خالد عبدالله تر يم

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى