مقالات عامة

دروس من الفاجعة

راشد محمد النعيمي

واقعة مأساوية وفاجعة بكل معنى الكلمة، تلك التي عايشناها في منطقة ضدنا في الفجيرة، وراح ضحيتها 7 أطفال، قضوا في حريق لم تمر تفاصيله مرور الكرام، بل تأثرت به الإمارات، حكومة وشعباً، وقبل أن تسارع إلى تقديم العزاء استنفرت لدراسة الأسباب، ووضع الحلول موضع التنفيذ بأسرع وقت، وبما يحفظ ويصون أرواح الناس في ممارسة حكيمة رائدة تتفاعل مع الأحداث فور وقوعها، خاصة أن حياة الناس لا تقدر بثمن، والحفاظ عليها أولوية لا تقبل البيروقراطية والتأخير.
لست بصدد الحديث عن تفاصيل الحادثة المؤلمة، لأنها قضاء وقدر، لكن المهم هو استلهام العبر والدروس، ووضع الحلول والاحتياطات الناجعة لمنع تكرارها مستقبلاً، الأمر الذي يستحق الإشادة من خلال التحرك السريع الذي جاء من خلال توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتأكد بشكل عاجل من وجود أنظمة للحماية من الحرائق متصلة مع الدفاع المدني مباشرة في بيوت المواطنين كافة، على أن تتحمل الحكومة تكلفتها لمن لا يستطيع.
من هنا بدأت أولى خطوات العلاج، لأنه وكما قال سموه: المواطن أغلى ما نملك، وحياته حياة للوطن، وأمنه وسلامته أولوية لنا ولكل من يعمل في حكومتنا. وتالياً ردّ الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، بالإعلان عن تنفيذ التوجيهات في أسرع وقت، لتعزيز وتسريع مشاريع الدفاع المدني الساعية لحماية أمن وسلامة الأشخاص والمكتسبات، لتجده بعد ذلك مترئساً اجتماع قيادات الدفاع المدني لربط البيوت والفلل السكنية بنظام الإنذار المبكر، وشمول غير القادرين بالأنظمة بشكل مجاني، حسب ما جاء في التوجيهات.
كل ذلك يحدث خلال ساعات من الحادثة من دون تأخير، أو تعقيد، فهنا حكومة الإمارات التي تضرب الأمثلة والدروس في القيادة، وتقدم أحدث الممارسات للحكومات، ولا تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يدور حولها، بل تسعى لتوظيفه لتطوير آليات عملها وخدماتها المقدمة للجمهور.
اليوم، علينا أن نسهم في نجاح هذا الجهد بمراجعة احتياطات السلامة في منازلنا، والاستفادة من خبرات الدفاع المدني في ذلك، والاستعانة بالتقنيات الحديثة لحماية أرواحنا، وأرواح أفراد أسَرنا، والمحيطين بنا، وهي أمور غير ذات كلفة، إضافة إلى أن كثيراً منها يرتبط بالسلوك والعادات التي تحتاج إلى تغيير، وتتطلب وقفة، لنسهم بذلك في عدم تكرار مثل تلك الفاجعة التي أدمت القلوب، وأحسَسنا بها جميعاً كأنها وقعت في بيوتنا، وطالت فلذات أكبادنا.
لذلك، ونحن نرى هذا التحرك السريع من القيادة، وتعازيها ومواساتها، وألمها بهذا المصاب الجلل، نذكّر بأن علينا مسؤولية تجاه أنفسنا وأسَرنا والمجتمع، بتوفير أقصى درجات الحماية لهم، ومشاركة الجهات المختصة في تحمل المسؤولية، كي نصل إلى تحقيق الهدف المنشود.

Email:ALNAYMI@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى