دعاية مالها لزوم
في طريقي الى العمل شاهدت اعلان من الاعلانات المعلقة على اعمدة الانارة في الشوارع والطرقات, وعلى الجسور ايضا, ولقد لفت نظري اعلان فيه احد الممثلين الكوميديين الاجانب الذي عفا الدهر عليه واكل وشرب, والذي كنا من متابعي مسلسلاته الصامتة قبل اكثر من 30 عاما, ولم تعد له تلك القاعدة الجماهيرية التي كان عليها من قبل, ويقوم بالدعاية عن احدى الشركات المشهورة والمعروفة والتي في الاصل لا تحتاج الى اي دعاية او اعلان وذلك لانها تسيطر على النسبة الاكبر من سوقنا المحلي, ولا نعلم كم كلفت تلك الدعاية لهذه الشركة المشهورة.
ولا اعلم ان كانت ايضا هذه الشركة تريد أن تحيي التراث فهذا الممثل الاجنبي ليس من تراثنا الوطني, واما ان كان الغرض من تعاقدها معه هو للافادة من شهرته فهناك الكثير من المشاريع الاجدى التي تستطيع من خلالها ان تساهم فيها ويكون لها بصمه وتاثير اكبر من هذه الدعاية, واذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر صندوق الزواج او الصناديق الاخرى الموجودة منها للصحة والتعليم والايتام والاسر المنتجة, وذوي الهمم واصحاب الاعاقات والجمعيات الاجتماعية التي تهدف الى تحقيق مشاريع انسانية, بل ان هناك حالات لطلاب تخرجوا من بعض الجامعات الخاصة ولظروف ما لم يستطيعوا دفع الرسوم الاخيرة لاستلام شهاداتهم والانخراط في العمل, وهناك مشاريع اخرى كثيرة لو بحثوا عنها سيجدونها ولن تمانع هذه الجهات من ان تقوم هذه الشركة من وضع شعارها او مايدل على انها هي صاحبة الدعم, اليس من الاجدى ان تذهب مبالغ الدعاية لمشاريع وبرامج انسانية وطنية من ان تكون لاحد الكوميديين الاجانب التي لا تقدم ولا تؤخر الا بزيادة ثرائه وشهرته على حساب اموال زبائن الشركة.
اعلم بأن هناك اصوات ستظهر وتقول وتبرر ان استعانة هذه الشركة بهذا الممثل الاجنبي لتكون رسالتها عالمية ولكل الجنسيات ونقول لماذا لا تكون رسالتها بكوادر وطنية فالساحة الفنية الاماراتية تعج بالفنانين الذين لهم وزنهم وقدرتهم التي قد تفوق هذا الممثل او الاخر نظرا لشهرتها في بلادنا ومنطقتنا.
وفي النهاية سواء نريدها محلية او عالمية لابد من تشجيع الصناعة الاماراتية على جميع الاصعدة والمجالات الفنية والثقافية والعلمية لتكون بكوادر اماراتية وان نسعى بان تصل هذه الكوادر الاماراتية للعالمية كما وصلنا اليوم الى العالمية بكوادرنا الوطنية في العديد من المجالات.