قضايا ودراسات

دعوا ابن غليطة يعمل

خلال الشهور الماضية، وبينما كان منتخبنا الوطني لكرة القدم يشارك في تصفيات المجموعات المؤهلة لكأس العالم، كثر الغمز واللمز في مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد والتشكيك في قدراته وقدرات أفراده وإمكانياتهم. واستعرت الحملة بعد خروج المنتخب من تلك التصفيات صفر اليدين وعدم تأهله، وكثر البكاء على اللبن المسكوب، وتعالت الأصوات مطالبة باستقالة الجميع وتنادى كل من له صلة بالكرة أو لم تكن بالويل والثبور وصب البلاء والنكال على رأس مروان بن غليطة، رئيس الاتحاد، وكأنه هو الوباء والمصيبة التي حاقت بمنتخبنا فلم يلحق بركب الصاعدين للمشاركة في كأس العالم. ولم يبق أحد إلا وسدد سهامه واقترح وانتقد وعرض أفكاره واقتراحاته وأنها لو نفذت لكنا ليس في ركب الصاعدين بل المنافسين على كأس العالم. لم يبق لاعب أو إداري أو رياضي أو معلق سابق بالإضافة إلى من هب ودب من المنتفعين الذين ينتظرون مثل هذا الماء العكر ليتصيدوا فيه.
الكل طعن في المصداقية التي تعامل بها الاتحاد ورئيسه، ولست هنا بصدد الدفاع عن أحد أو توجيه اللوم لأحد، لكن أين منظومة اللاعبين ذوي العقود المليونية، أين الإعلام الذي صور لنا أننا وصلنا للنهائيات بعد أول مباراة؟ لماذا نتعامل مع الأمور بعاطفية ساذجة لا تصل بنا إلى أبعد مما تحت أرجلنا؟ ألا يعاني المنتخب الأرجنتيني، مثلاً، الذي يلعب له أشهر لاعب في العالم للوصول للنهائيات، وقد لا يصلها؟ فهل نصبت المشانق لديهم. والأمثلة كثيرة ووفيرة على منتخبات أعرق وأقوى وأشهر ولم تصل لكنها تتعامل بهدوء وتركيز ودون غلو أو استغلال، تعيد ترتيب أوراقها لتساهم في التصحيح لا الطعن وكيل الاتهام.
لا أدعي أن إدارة الاتحاد لم تخطئ، لكن من منا لا يخطئ، أجزم بأن الجميع يتحمل جزءاً من النتيجة المُرة، لكن لا يدعو ذلك لتصفية الحسابات والتهجم والاستهزاء واستغلال المنابر الإعلامية سواء المرئية أو المقروءة للنيل من أي كان. لماذا لا نتعلم الهدوء والعقلانية في تناول قضايانا؟ لماذا نصرخ ونزبد ونشتم ونهدد وكأننا الذين نعرف وغيرنا لا يعرف شيئاً؟
ما أود قوله: رجاءً، كل الرجاء اتركوا ابن غليطه وفريقه المنتخب يدرس ما وصلنا إليه وما ورثه من تركة ليصحح الأوضاع، فالباقي من مدته الانتخابية عامان ونصف العام، دعوه يقدم حلوله وخططه ونترك له الوقت للتنفيذ ثم نتحاسب، دعونا نرى الحقل يزهر فنأكل كلنا حلو الجني، دعونا نتعامل مع أوضاعنا بأسلوب حضاري لا غير.
أرجوكم، دعوا ابن غليطة وفريقه يعملان.

إبراهيم الهاشمي
ibrahimroh@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى