قضايا ودراسات

دهاليز الظلام

إيمان عبد الله آل علي

مسؤولية الإعلام كبيرة في توعية الجمهور وتبصير الرأي العام وحماية الوطن أيضاً، ودور قنوات تلفزيون أبوظبي في هذا الجانب كبير، فقد حملت راية الوطن من خلال ما تقدمه، وآخره السلسلة الوثائقية «دهاليز الظلام» التي كشفت عن العديد من الخبايا والخفايا، والمؤامرات التي كانت تحاك في الكواليس والظلام من أجل سقوط الإمارات وزعزعة أمنها، من قبل جماعة التنظيم الإخواني وعدد بسيط من أبناء الوطن الذين ساروا مع العدو ضد وطنهم وأهلهم وشعبهم.
خلال 4 حلقات قدم البرنامج سرداً تاريخياً لحقائق عن نشأة الإخوان في الإمارات، وكيفية تجنيد أبناء الوطن ومحاولاتهم المستمرة في الانقلاب على نظام الحكم، ومرحلة سقوط الأقنعة حتى تم القبض عليهم ومحاكمتهم أمام الملأ، وتم عرض أدلة بالصوت والصورة لاجتماعات سرية لأفراد التنظيم التي كانت كالصاعقة على شعب الإمارات، فكيف لمن عاش على هذه الأرض وتربى على قيمها أن يخون وطنه بتلك الطريقة ويطعنها من أجل العدو، ويفكر بإراقة الدماء ليصل إلى ما يريد، ويخلق دولة داخل دولة، فقد هان عليهم وطنهم ودماء شعبهم.
ذهبوا إلى المجهول، واختاروا الباطل على الحق، وكرسوا حياتهم في الظلام بعيداً عن النور، واستغلوا جميع الفرص من أجل إلحاق الضرر بالدولة، عن جهل منهم وربما قناعة بسبب الفساد الذي استشرى في عقولهم وقلوبهم، وعبثوا بأموال وإنجازات الدولة من أجل التنظيم، وحاولوا مراراً وتكراراً إثارة الرأي العام الإماراتي من خلال عدة قنوات ووسائل لقلب نظام الحكم، وتحريض الشعب على الحراك والتغيير لهلاك الدولة، فأي تغيير يريدون.
لم يلتفت الشعب إطلاقاً لما كان ينشر من قبل الخائنين من أقاويل كاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي، وما بثوه من سموم لزعزعة الاستقرار، وخابت ظنونهم في الأنظمة الأمنية في الدولة وبرجالها وشبابها، فجميعهم وقفوا وقفة رجال أمامهم، وتصدوا للتيار الفاسد الذي كاد يزعزع أمننا.
استطاع برنامج دهاليز الظلام بطريقته أن يصل إلى الجميع، ويكشف عن العديد من الحقائق، وينور المشاهد وكل ذلك بطريقة مبتكرة وبسيطة، فالاعلام له دور كبير في مساندة الأجهزة الأمنية والدولة في التصدي للارهاب.
القنوات التلفزيونية ما زال تأثيرها كبيراً، والاعلام الجديد بما فيه من وسائل التواصل الاجتماعي له دور كبير في التأثير في المتلقي عبر نافذة سريعة لتداول الأخبار والشائعات، واستغلت المنظمات الارهابية هذا الاعلام بطريقة ذكية، واستهدفت الشباب والصغار وبثت سمومها، وعلى الاعلام التقليدي والجهات المعنية الأخرى والمؤسسات الحكومية والسياسيين متابعة هذه الصفحات والتصدي لها من خلال نشر الحقائق، ووضع استراتيجية إعلامية واضحة لمواجهة ذلك، وتشجيع المواطن على المشاركة وأداء واجبه الوطني في دحض ادعاءات الجماعات الإرهابية.

Eman.editor@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى