ذكاء الآلة قد يكون باهظ الثمن
شيماء المرزوقي
لم يعد موضوع الذكاء الصناعي، وتطويره ليصبح على أرض الواقع، ترفاً معرفياً أو خيالاً علمياً، لأن هناك تقدماً ملموساً وواضحاً في ميدانه، ومع مثل هذه القفزات يعول الكثيرون أن يساهم الذكاء الصناعي في إيجاد حل لمشاكل الكرة الأرضية والتي وقف العقل البشري عاجزاً أمامها، ولكن الاختراق الأعظم في هذا المجال يتعلق بالمجال الطبي، حيث يتوقع أن يساهم ذكاء الآلة في إيجاد علاجات مقاومة لجملة من الأورام والأمراض التي تفتك بالإنسان منذ الأزل وحتى عصرنا الحاضر.
ومع مثل هذا التطور يتوقع أن يصبح بمقدور الإنسان أن يبدل البعض من أطرافه وأعضاء من جسده بأخرى أكثر حيوية وشباباً، وهذا سيقود لزيادة في عمر الإنسان بدرجة كبيرة، ولكن العلماء لا يحصرون ثورة العقل الصناعي في مجال الطب، بل ستمتد نحو الصناعات المختلفة وهذا هو لب الخطورة، حيث يخشى أن يتم تطوير وصناعة معدات وأدوات جديدة وغير مسبوقة تستخدم في الحروب والنزاعات، ومعها قد تقود مثل هذه التطورات لإبادة الجنس البشري، ولكن ميادين العقل الصناعي متنوعة وكثيرة وليست في مجال ولا اثنين، بل هي ستكون في كافة مفاصل حياتنا، ومنها تطوير تقنيات الاتصالات، ومن يعلم قد يأتي يوم نعتبر تقنية الاتصالات التي نسميها اليوم بالذكية، متخلفة تماماً وقديمة جداً.
ملامح مثل هذا النهم المعرفي نحو الذكاء الصناعي نشاهدها في عدة مجالات بل ونراها في عدة شواهد، مثل ما أعلنته أكبر خمس شركات في العالم في المجال الإلكتروني وهي، جوجل، أمازون، فيسبوك، أي بي إم، مايكروسوفت، عن تعاون مشترك يجمعهم جميعاً، يهدف لدراسة وتطوير الذكاء الصناعي ليصب في مصلحة البشر والمجتمع، ولتحقيق هذه الغاية قرروا تكوين مجلس أعضاؤه من الشركات الخمس، ولمثل هذا التحالف دلالة كبيرة، فكما هو معروف أن بين الخمس شركات هذه تنافس شديد وكبير، إلا أنهم أدركوا ضرورة تطوير تقنيات الذكاء الصناعي لخدمة الإنسان، وجعل الحياة أفضل، بل مساعدة هذا الذكاء على التغلب على التحديات التي تواجه البشرية في عدة حقول ومجالات، على سبيل المثال الرعاية الاجتماعية والتغير المناخي والفقر والمجاعات والصحة والتعليم، وغيرها الكثير.
الذكاء الصناعي أو ذكاء الآلة، وكما يظهر بات توجهاً ومضماراً للكثير من الدول والشركات الكبرى، ولكن السؤال البديهي، هل هناك أخلاقيات أو قوانين تمنع أو تحد من أي انحرافات في هذا المجال؟ لأن التكلفة البشرية عند حدوث جنوح ستكون باهظة ومكلفة جداً.
Shaima.author@hotmail.com
Www.shaimaalmarzooqi.com