قضايا ودراسات

«رمانة» حياة الفهد

رغم زحمة الأعمال التي تعرضها الشاشات العربية، لا بد أن تتوقف عند مسلسل «رمانة» لتشاهد النجمة حياة الفهد، وهي تعود بعد سنوات إلى الكوميديا. نجمة تألقت بأدوار متنوعة، كتبت وأنتجت أعمالاً جيدة، وعرفت كيف تحافظ على مكانتها في قلوب المشاهدين.
من الرعيل الأول في الدراما الخليجية، ومن النجمات اللواتي لم يقدمن أدواراً قوية وتألقن في التمثيل فقط، بل لعبت دوراً في تطوير الدراما الكويتية، وبقيت خلال رحلتها الفنية سيدة راقية ورمزاً للاحترام والالتزام الفني.
حياة الفهد مقنعة جداً بدور رمانة، المرأة البسيطة التي تعيش في مستوى اجتماعي متواضع مع أولادها الثلاثة، فتوح (شيماء علي)، وحميدة (ليلى عبد الله)، وعبد اللطيف (محمود بوشهري). وفي المقابل نرى أسرة حمود التاير الذي يؤديه كما يجب أن يكون عليه صاحب الشركة ورب الأسرة، النجم الإماراتي أحمد الجسمي.
ملامح حياة الفهد توحي بالجدية، وفي نفس الوقت تدفعك إلى الضحك. إنه التميز في الأداء الكوميدي، والذي لا يجيده الكثيرون. كما أنها من القلائل في الدراما الخليجية الذين لا يلجؤون إلى الصراخ كي يقنعوا المشاهد بتفاعلهم مع الشخصية والحالة التي تمر بها، سواء في الغضب أو الفرح. وهي نقطة ضعف للأسف موجودة بشكل واضح في أغلبية الأعمال الخليجية منذ زمن، بينما يعرف البعض كيف يبتعد عنها ولا يقع في فخها.
في «رمانة»، يتألق أيضاً محمود بوشهري، الذي يؤدي دور الابن العاطل عن العمل، والذي يلجأ إلى حيل السحر ليكسب قوته. بوشهري يملك قدرات عالية في الأداء الكوميدي، لا يبتذل ولا يفتعل. يضحكك وتنتظر مروره في كل حلقة.
الكوميديا مكتوبة بشكل جيد، وكان بإمكان بدر الجزاف ومحمد العنزي الابتعاد عن المط والتطويل، الذي أصاب العمل مبكراً، منذ الحلقة الثالثة. سريعاً يشعر المشاهد بأن قماشة المسلسل لا تتسع لثلاثين حلقة، ما اضطر الكاتبين إلى المط والحشو منذ البداية، وهي مشكلة نجدها كثيراً في المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان.
فكرة «رمانة» ليوسف الغيث، وهي تمزج بين الانتقال من الفقر إلى الثراء، وبين عرض الهموم الاجتماعية، وإبراز حياة الشباب العصرية وتأثير استخدام الهواتف النقالة والفيديو وال«سناب شات» و«يوتيوب».. المخرج حسام حجاوي كسر القوالب الروتينية للتصوير في الأعمال الخليجية، فقدم الكثير من المشاهد الداخلية والخارجية، وتنقل بين أماكن التصوير. لكن وجود الكاميرا داخل الأدراج وفي مكب النفايات وداخل الخزانة.. أي في كل مكان ينظر في داخله الممثل ليبحث عن شيء ما، غير مقنعة وبلا فائدة.
مشاريع الشباب، المشاكل الاجتماعية، وروتين المعاملات الرسمية، قضايا لا بد أن تتطرق إليها حياة الفهد، حتى وإن كانت تقدم مسلسلاً كوميدياً، بامتياز.

مارلين سلوم
marlynsalloum@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى