قضايا ودراسات

رمضان من القلب

م. عزة سليمان

لن توفي السطور القليلة المقبلة شهر رمضان المبارك حقه، بما فيه من معاني الخير والبركة، ولكن وددت أن أشارككم أفكاراً تمكننا كأفراد ومؤسسات، من القيام بدورنا بشكل أعمق مع بداية أول أيام الشهر الفضيل، وقد حفَزها في قلبي أن رمضان يحل هذا العام وقد اخترنا (الخير) عنواناً لكل أيامنا، وكما يأتي بعد أيام قليلة تمكنت الإمارات فيها من تذكير العالم أجمع بأن صناعة الأمل مازالت ممكنة عبر مبادرة (صنّاع الأمل) وحفلها الختامي الذي دمعت فيه القلوب قبل الأعين.
هي أفكار ولَدتها تهنئة قيادتنا الحكيمة التي جاءت فريدة، وتذكّرنا بدورنا الإنساني لنعيش المعنى الحقيقي للشهر الكريم، وهو ما جسدته تغريدة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «2017 هو عام خير في دولة الإمارات، وننتظر أن يكون رمضان 2017 مختلفاً، وحافلاً، ويمثل انطلاقة كبيرة لأعمال عظيمة لخدمة الإنسان أينما كان».
ليس مهماً مقدار، أو طبيعة ما يقدمه الإنسان ليلمس حياة الآخرين، بل الأهم هو أن نبادر بأي خطوة إيجابية مهما كانت بسيطة، فإن لم نتمكن من إطلاق مبادرتنا الخاصة، فلنضع يدنا بيد المبادرات التي ستزهر خلال الشهر الفضيل، وأن نجعل مهمتنا زرع قدوة الخير في من حولنا، خاصة أبناءنا والأطفال، حتى ولو كان مجرد المشاركة في توزيع وجبات الإفطار أو زيارة دور رعاية الأيتام لمشاركتهم أجواء الشهر، وغيرها الكثير من أبواب الخير.
عمل الخير لدى كثيرين هو ساعة، ومرتبط بمواسم، ولكن في الإمارات هو تاريخ ممتد منذ ولادة الاتحاد فأصبح لقب وطننا الحبيب دار زايد الخير. لحلول شهر رمضان هذا العام فرصة لنا لنجعل هذا الشهر الشامة (الخال) في وجه الخير الإماراتي. الخصوصية الاجتماعية لشهر رمضان في الإمارات جذورها عميقة أصبحت كالعطر في شخصية من يعيشون على أرض الإمارات، مواطنين ومقيمين، الساعين دوماً على إحداث فرق في حياة الإنسان الآخر بأي طريقة كانت.
إن كنتم حتى هذه اللحظة حائرين في ما يمكن أن تقدموه، أدعوكم لنستذكر المشاعر التي سيطرت علينا خلال مشاهدتنا لقصص أبطال (صناع الأمل) في الحفل الختامي، كل واحد منهم كان بوابة أمل وحياة بمجرد أن أمعن النظر حوله، ووظف قدراته في لمس حياة أحد ما حوله.
فليكن مفتاح الخير لنا أن نُحب ما نعمل، وألا نقلل من شأن أي أمر يمكننا تقديمه لإحداث فرق حولنا. فالخير يولد عندما يبدأ كل واحد منا بنفسه ويسأل نفسه: «ما الذي يمكن أن أعمله باستثمار قدراتي، ومعارفي، ومهاراتي لخدمة المحيطين بي، أو المجتمع ككل؟». ومن إجابة هذا السؤال يمكن لكل واحد منا أن يقدم شيئاً بسيطاً يساهم في تشكيل صورة ومبادرات الخير في المجتمع.
كل رمضان وأنتم مفاتيح للخير، وصنّاع للأمل، كل يوم في رمضان وأنتم في مهمة للمس حياة من حولكم.

عضو المجلس الوطني الإتحاديOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى