قضايا ودراسات

رمضان وإعلامنا المرئي

إبراهيم الهاشمي
ها نحن نعيش نفحات وبركات شهر رمضان الكريم الذي أهلّ علينا قبل أيام ونحمد الله الذي بلغنا صيامه وقيامه، هذا الشهر الذي كله خير وبركة، هذا الشهر الذي كله قيم وعبر، هذا الشهر الذي كله سماحة وعطاء، هذا الشهر الذي تسمو فيه النفس وترق وتكون إلى الله أقرب. ولأنه شهر له خصوصيته فقد دعت قيادتنا الرشيدة الجميع إلى التعامل معه بما يستحق من خصوصية، خصوصاً أنها أطلقت مبادرتها بتسمية هذا العام عام الخير، فدعت ليكون كل يوم من أيام هذا الشهر المبارك مبادرات في فعل الخير بجميع الأشكال وفي جميع المناحي، تاركة المجال لجميع الجهات والمؤسسات والأفراد للابتكار والمبادرة في صناعة الخير والبذل والعطاء بما يتسق ويتماهى مع قيمة هذا الشهر ومعناه وقيمه.
وهنا لا أدري ما يمكننا أن نسمي ما تقدمه أجهزة الإعلام المرئية المختلفة في تعاطيها وتعاملها مع هذا الشهر الكريم، ولا أدري من أين أتت فيما تشحذ همتها فيه لتقدمه لنا خاصة في شهر رمضان وترصد له الميزانيات الضخمة من تسميات، فتتحول المسلسلات بكل ما تحتويه إلى دراما رمضانية وتتحول المسابقات إلى مسابقات رمضانية وتتحول البرامج التهريجية إلى قفشات رمضانية وتتحول البرامج بجملتها إلى برامج رمضانية، ولو راجعنا كل هذا لما وجدنا من قيم رمضان وجوهره أي شيء، وكأن رمضان شهر للمسلسلات والفرجة والمسابقات والفرفشة، ولا ندري لماذا لا تحاول أي جهة إعلامية الخروج من هذا الحيز الضيق الذي وضعت نفسها فيه وتكرره كل عام وعام، وهذه النظرة السلبية لهذا الشهر العظيم، فابتكرت ما يتناسب وروحانيته وتعاطت معه بما يستحق من إجلال وتقدير.
لا أعتقد أن الإمكانيات تقف حاجزاً أمام أي جهة إعلامية أن تبتكر وتقدم المختلف، ولا أعتقد أن الناس ينتظرون هذا الشهر الكريم لمتابعة المسلسلات والبرامج والمسابقات فقط، لكن غياب الرؤية والعمق هو ما ينقصنا في التعاطي مع هذا الشهر وما يستحقه، وأنا هنا لا أعني فقط تقديم البرامج الدينية أو الإسلامية فهناك الكثير مما يمكن أن يقدم وكل ما يحتاجه هو قليل من الإبداع والتفكير والابتكار بعيداً عن النمطية والتقليد.
رمضان شهر عطاء وشهر بركة وروحانية، شهر ليس كأي شهر آخر، فلا بد أن نتعامل معه أيضاً بشكل مختلف، وبشكل يعمق في وجداننا حضوره وقيمته ومغزاه.
هل يا ترى حضر عام الخير في ما تقدمه وسائل الإعلام المرئية؟ سؤال لا أعتقد أننا سنحتار في الإجابة عنه.
وكل رمضان ونحن إلى الله أقرب.

ibrahimroh@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى